كُتاب الرأي
الأمن والأمان في الاستقرار الزواجي

الأمن والأمان في الاستقرار الزواجي
من الأقوال المؤلمة التي تصلنا في مجال الإرشاد والاستشارات الزوجية والأسرية قول بعض الزوجات الكريمات الصالحات: أنا لا أشعر بالأمن والأمان مع زوجي وكذلك في حياتي الزوجية والأسرية ! كذلك قول بعض الأزواج الكرام: إن البيئة الزوجية والأسرية عندي غير آمنة ! وغير مستقرة !
إن وصول الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات إلى مرحلة توصيف الحياة الزوجية والأسرية بينهم بأنها غير آمنة ! وغير مستقرة ! هو تعبير وتوصيف للمشكلة والتحدي الظاهري فقط ، الذي تواجهها الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة ! وكذلك ما يشعر به الأزواج والزوجات في واقع الحياة الزوجية والأسرية !
للمساعدة في إيجاد الحلول لتلك التحديات والصعوبات والعقبات فإننا نحتاج إلى التعاون والتظافر الكامل بين الأزواج والزوجات للوصول إلى الحلول الإيجابية والتفاؤلية الممكنة ، والتي تعيد سفينة الحياة الزوجية والأسرية إلى مسارها الطبيعي في الحياة !
إن توجه الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات عند حدوث المشكلات الزوجية والأسرية الكبيرة إلى مراكز الاستشارات الأسرية الاجتماعية هي حقيقة ظاهرة صحية ؛ تشير إلى درجات الوعي والفهم والإدراك العالي الرفيع عند المجتمع .
وإن زيادة الزيارات الدورية، والتواصل المستمر مع تلك المراكز الإرشادية الاستشارية سوف تمكن الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات من حسن التعامل والتفاعل الإيجابي مع التحديات والصعوبات والعقبات والمؤثرات والضغوط المختلفة التي تحيط بالحياة الزوجية والأسرية .
إن الأمن والأمان والاستقرار والهدوء والسكينة والراحة والسلامة هو احتياج فطري عظيم للإنسان ، ولجميع المخلوقات الحية الصغيرة والكبيرة ، فلا حياة حقيقة ولا سعادة ولا هدوء ولا استقرار بلا أمن ولا أمان !
وتوفير هذه الاحتياج من الأزواج الأفاضل للزوجات الفاضلات مطلب فطري غريزي إنساني عظيم ؛ وتوفير هذا الاحتياج من قبل الزوجات الكريمات للأزواج الكرام هو مطلب كذلك للحياة الزوجية والأسرية الكريمة والعوائل المباركة.
إن ضعف الاهتمام بالزوجات الكريمات والأولاد من قبل الأزواج الأفاضل يسبب ضعف الشعور بالأمن والأمان ! كذلك قلة الاحترام والتقدير والثناء للزوجات يسبب ضعف الشعور بالأمن والأمان وعدم الاستقرار الزواجي والأسري .
كذلك قلة الإنفاق والبخل المادي أو المعنوي على الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة يضعف الشعور بالأمن والأمان !
وظهور ظاهرة العنف اللفظي والجسدي ، أو التهديد الدائم بالزواج أو التهديد بالطلاق أو الخلع من الأزواج والزوجات يفقد تماماً شعور أركان الحياة الزوجية والأسرية بالأمن والأمان والاستقرار ، ويعرض تلك الأسر الكريمة والعوائل المحترمة إلى التفكك والإنهيار.
ويمكن تزويد الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات ببعض الوصايا والتوجيهات حتى يتمكنوا من زيادة وتوفير وإشباع حاجة الأمن والأمان في الاستقرار الزواجي :
اولاً : منشأ الحياة الزوجية والأسرية هو الميثاق الغليظ و هذا العقد العظيم بين الأزواج والزوجات ؛ فعليهم تذكر ذلك الميثاق العظيم.
ثانياً: الحياة الزوجية والأسرية السليمة والجميلة مبنية على القيام بأداء جميع الحقوق والواجبات بين الأزواج والزوجات.
ثالثاً: الاجتهاد في إشباع الحاجات الضرورية والأساسية في الحقوق والواجبات المشتركة بين الأزواج والزوجات.
رابعاً: الاهتمام بالحوار والحديث الهادف والنقاش الحكيم في اللقاءات اليومية والأسبوعية والشهرية كذلك .
خامساً: التركيز في الحياة الزوجية والأسرية على الجوانب الإيجابية الطيبة الجميلة لدى الأزواج والزوجات.
سادساً: المدح والشكر والثناء لما يقوم به الأزواج الأفاضل من أعمال وتوفير الاحتياجات من قبل الزوجات الكريمات .
سابعاً: المدح والشكر والثناء لما تقوم به الزوجات الكريمات من النظافة والترتيب وإعداد الطعام والشراب واللباس من قبل الأزواج الأفاضل.
ثامناً: حسن الإدارة المالية لميزاتية الأسرة الكريمة مع المشاركة فيها بين الأزواج والزوجات.
تاسعاً: إحياء خلق الرفق والرحمة والرأفة بين الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات.
عاشراً: الاجتهاد بالدعاء والالتجاء إلى الله تعالى بأن يجعل هذه الزوجة الصالحة وهذا الزوج الصالح وهذه الأسرة الكريمة أسرة صالحة طيبة مباركة آمنة مطمئنة.