كُتاب الرأي
(الأمن الذي نعيشه )

محمد سعد الربيعي
(الأمن الذي نعيشه )
أولت حكومات هذه البلاد الطاهرة ( مملكتنا العظمى) ومنها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمد الله في عمره ، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله جُل إهتمامهم وبذلوا الغالي والنفيس من أجل تطوير الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وأولوا إهتمامهم أيضاً بالمشاعر المقدسة وإستقبال ضيوف الرحمن في الحج والعمرة .
ولعل مانشاهده في هذه الايام المباركة هو أعظم دليل على هذا الاهتمام المميز والمبروك من حكومة الملك سلمان وولي عهده الامين يحفظهما الله الذي نشاهده ونعيش كل لحظاته في هذه الايام المبروكة كما أشرت وهذا ليس بالغريب على مملكتنا العظمى التي تدير هذه المناسبة بكل عزة ٍ واقتدار ولله الحمد ، ولقد شاركت طوال خدمتي التي امتدت لأكثر من خمسة وثلاثون عاماً في خدمة حجيج الرحمن ضمن ماكانت توليه المملكة من رعاية بضيوف حجاج بيت الله ، وكانت أعمال الحج واهتمامات المملكة تزيد من عامٍ لآخر حتى أن وصلنا ولله الحمد في القمة في هذه الشعيرة التي يتوافد لها المسلمين من كل أصقاع الدنيا .
كان لي مشاركة في عام 1418 هـ ضمن وفد سعودي كبير مؤلف من كبار القادة في الأجهزة الامنية ببلادنا الطاهرة ، وكانت الزيارة لجمهورية ايطاليا ، ولبعض الدول الاخرى ، وكانت بخصوص الاستفادة من بعض البرامج والدورات المتخصصة في مجالات أمنية مختلفة ، وكذلك لتبادل الزيارات والخبرات في تلك الدول المتقدمة ، وحيث فوجئنا كوفد أمني كبير بالثناء العطر لنا من خلال تلك الاجتماعات التي جرت أثناء الزيارة بما تقوم به أجهزة الامن لدينا في إدارة الحشود في مكة المكرمة أثناء مواسم الحج ، وطلب الأصدقاء في تلك الاجتماعات تزويدهم بالكيفية والخبرات في ادارة الحشود في الحج ، وذكروا قيادات تلك الاجهزة الامنية النظيرة في تلك البلدان رغبتهم في معرفة الكيفية تلك ، مشيرين بأنهم يرغبون في ذلك لادارة الحشود أثناء المباريات الكروية التي تجري في بلدانهم وكذلك أثناء الاحتفالات وكيفية التحكم في ادارتها وتوجيهها ، وقد لاحظنا فعلاً رغبتهم في معرفة ادارة المملكة للحشود في هذه المناسبة الكريمة في مكة والمشاعر المقدسة .
لعلني في هذه المقدمة القصيرة والتي أملك الكثير من المعلومات عنها أذهب الى الغاية من هذا المقال وهي كنقطة في بحرٍ مما يحدث ويشاهد في المشاعر المقدسة من الامن الذي نعيشه ولله الحمد والشكر على ما وصلنا له وحققناه في خدمة ضيوف الرحمن.
أحد أبنائي طبيب ويحضر الدراسات العلياء في الجمهورية الفرنسية حالياً كإستشاري في طب العظام وهو مبتعث من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مثله كمثل مئات الآف من أبناء المملكة الذين يتلقون تعليمهم العالي في خارج المملكة ، ولإبني زميل ( طبيب) فرنسي من أصل عربي شقيق حُظي والديه بتأشيرة حج هذا العام ، حيث تمكنوا من القدوم لتأدية فريضة الحج والعمرة ، وهما كبيرين في السن ، وأثناء وجودهما ضمن حملة الحج في عرفة فقد والد ذلك الطبيب الفرنسي حقيبته الصغيرة التي تضم هاتفه النقال ، ومبالغ مالية كانت بحوزته ، وكذلك وثائق الحج وخلافها ، وفوجئت بإبني يتصل بي ليلة العيد ويطلب مساعدة والد زميله الدكتور الفرنسي وإرسال مبلغ مالي يساعده حتى أن ينتهي الحج وذلك لفقدانه كل مايملك في عرفة ، وطلبت حينه من (ابني ) إعطائي عنوان الفندق في مكة ومايمكن أن يوصلني الى معرفة ذلك الحاج ، فأفاد بأنهم يسكنون في فندق الصفوة المجاور للحرم المكي الشريف ، وقمت في حينه بالتواصل مع الفندق وعرفتهم بإسمي ورغبتي ، وحيث اشاروا بأنه من الصعوبة بمكان إستقبال اي مبالغ مالية ، ولكنهم اشاروا لي بالتنسيق من رئيس حملة ذلك الحاج ، وقاموا بتزويدي برقمه ، وفي حينه تواصلت مع رئيس حملتهم ووجدته يعرف قضية فقدان ذلك الحاج لحقيبته وأغراضه الاخرى في عرفة ، وذكرت له بأنني أرغب في تزويده بمبلغ مالي يساعده حتى أن ينتهي من الحج ويغادر بلاده ، وأبدى رئيس الحملة شكره وتقديره على المبادرة بعد أن ذكرت له أن ابن هذا الحاج هو زميل لابني في فرنسا ، وطلب مني مهلة في استدعاء الحاج المذكور واحاطته بما سيتم من مساعدة له ، وبعد ما يقارب أقل من ساعة تقريباً واذ برئيس الحملة يتصل بي ويخبرني بأن الحاج المذكور معه ، وأن حقيبته وجدت ، ولم يفقد شيء منها ، وأن رجال الأمن حضروا الى مقر البعثة في منى وسلموه حقيبته بكل محتوياتها ومنها المبالغ المالية التي كان يحتفظ بها الحاج وزوجته( والدي الدكتور الفرنسي) وقال بأن الحاج موجود لديه وانه يرغب في التحدث معي ، فلبيت رغبته ، وعندها شكرني وشكر المملكة والجهات الامنية فيها ، وحكومة المملكة ، وأبدى ثناءً عطراً لكل الجهود المبذولة لضيوف الرحمن ، وقال بأنه يعرف ابني زميل ابنه ، وأبديا هو ورئيس حملته الذي هو من بني جلدته شكرهما وتقديرهما لكل ماحدث ، وأشرت له بأن ماقمت به كان سيقوم به أي مواطن سعودي آخر لمساعدته ، خاصة وأنه ضيف من ضيوف حكومة دولتنا يحفظها الله ، وطلبت منه أن يحتفظ برقم هاتفي وعند حاجته لأي رغبه أو مساعدة آخرى فأنا مستعد لإستقبال مكالمته ومساعدته في تحقيق أي رغبة له .
هذه هي القصة موضوع المقال ، أحببت بكل ود مشاركة قراء صحيفتنا أخر أخبار الارض الاطلاع عليها ، وهي كما ذكرت إشارة صغيرة للجهود الجبارة التي تقوم بها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن ، ويزاد على ذلك ولله الحمد الامن الذي نعيشه في دولتنا ، وهناك من لايصدق وقوع مثل هذه الحوادث أي إعادة المفقودات لأهلها في ظرف زمني قصير بين ملايين البشر من حجاج ورجال امن ومشاركين من قطاعات خدمية أخرى في ظرف زمني قصير أيضاً ، وهذه ولله الحمد نعمة نُحسد عليها إستطعنا من خلالها كسعوديين إعطاء أمثلة جبارة في أعمال الخير ، وتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام ، فنحن نفخر بما وصلنا له ، وندعوا الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا أمننا الذي نعيشه ، ويحفظ قائدنا خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان ، وعاشت مملكتنا العظمى في عزٍ وتمكنين ونجاحٍ في كل مجال.