الأمل الغائب

بقلم/ د. شادي الكفارنة
خرجنا من بيوتنا في الحرب على غزة إلى مناطق أخرى، وكنا نعتقد بأن أمل الرجوع قريب إلى مسقط الرأس وموطن الولادة خلال ساعات أو أيام معدودات ، وكل يوم ننتظر عودة الأمل بصورة جديدة حتى مضت علينا شهورًا ، واقتربنا من العام الكامل، ونحن على حلم العودة ، وهوس الانتظار في بدايات الحرب ،نسمع نشرات الأخبار من راديوهات السيارات المتوقفة على بوابات المدارس وتجمعات التخييم، ونلتف حولها جموعًا من النازحين، أو نسمعها جماعة بهدوء على الهواتف المحمولة إذا كانت مشحونة، وكلنا يسمع بصمت وإصغاء ينتظر خبرًا يعطينا أملًا جديدًا ، فلا نسمع إلا أخبارًا بأعداد ضحايا الموت والإبادة الجماعية والنزوح والتشرد والفقر والجوع ، ونسمع همومًا وتجتاحنا أخرى ، ونتنفس أكسجين مليء بالهموم المتزايدة وغبار الحرب ومتفجراته، ونصرّ بحثًا عن الأمل ولكن يبعد الأمل وتطول مسافته عنا، وكل يوم نخسر فرصًا جديدة من عودة الأمل ،و ينقص من رصيد تفاؤلنا ، فبعدما كنا من مدرسة المتفائلين تبين أننا لم ندرس قط، رسبنا في امتحانات الأمل ولم ننجح في الحصول على التفاؤل، وطُردنا منها بلا رجعة، وبقينا خارج دائرة الأمل ، ودخلنا في مربع الإحباط بزواياه المظلمة المليئة بالبؤس والهموم المتراكمة والمآسي المتزايدة في واقع مملوء بالفوضى والخراب.
لقد طال الزمن ونحن في خيام النزوح نتنظر أمل غاب عنا لا نعرف مصيره ، أهو مفقود بين الركام أم معتقل في سجون التعذيب والموت أم أنه قتل في غارة حربية ومات مجهول الهوية دون أن يتعرف عليه أحد أم أنه على قيد الحياة مصاب جريح عاجز أم أنه هاجر ولم يعد إلينا ناسيًا منسيًا، لقد طال أملنا وبتنا نعتقد أنه غاب بلا رجعة ، أيها الأمل المنقطع عنا ، الغائب عن وجودنا، عدْ إلينا كما تعودنا عليك ، وطلْ علينا بحلتك المُنيرة دون موت ، طلْ علينا بنشاطك ومرحك حتى نحقق بعضًا من مشاعر السعادة التى أصبحت أمنيتنا في هذا الواقع القاسي.
كاتب رأي فلسطيني
مقال مؤثر💔
أسأل الله الفرج العاجل لفلسطين وأهلها وأن ينصرهم الله نصر عزيز مقتدر … آمين
لافض فوك👍
الإعلاميّة ابتسام الجبرين ،،
لكِ كل التحيات،،
تقبلي ودي وتقديري الكبيران على كلمات التي تُعبر عن انتمائك الصادق.