الألعاب في تعديل سلوك الأطفال (الجزء الثالث)

بقلم الكاتبة/ جوهرة حمزة ال صالح
الألعاب في تعديل سلوك الأطفال
(الجزء الثالث)
تصنيفات ألعاب الأطفال..
أولا: اللعب الإيهامي أو الرمزي:
يتضمن اللعب الإيهامي أو الرمزي سماح الطفل لنفسه بممارسة سلوكيات تتطلب خيال واسعا مثل ركوب العصا وكأنها حيوان وركوب كرسي أو طاولة كأنها سيارة ,ويخاطب الدمى ومجسمات الحيوانات كأنها تتكلم معه .وفي اللعب الإيهامي يحاول الطفل نقل ثقافة مجتمعه إلى عالمه الخاص الذي يعيشه أثناء اللعب , فمثلا قد نجد طفلا ينقل حوارا حدث بين والديه إلى محاكاته للدمى التي يلعب بها وكأنها تعبر عن واقع عاشه ,أو مثلا يمكن أن نشاهد طفلة تتفاعل بدرجة كبيرة مع دمية تمثل والدتها التي تعرضت لمشكلة كبيرة مع والدها وهكذا فمن خلال الألعاب الإيهامية ينقل الأطفال حياتهم الواقعية إلى حياة خيالية عن طريق اللعب .وبذلك نجد الأطفال يعيشون خياليا أثناء اللعب في بيئات مختلفة يستمتعون بها ويمارسون طاقاتهم الجسمية والعقلية والنفسية كما هو الحال في ممارسة ألعاب بناء المنزل والطبخ وترتيب الأثاث وقيادة السيارة وعيادة الطبيب ورجال الإطفاء ورجال الشرطة والعرائس وغيرها .
ثانيا: اللعب الإنشائي أو التركيبي :
تأخذ الألعاب التركيبية حيز كبير من اللعب الأطفال وتسمح للأطفال بتحقيق نماء متعدد يتمثل في التخيل وتصور والتفكير والإبداع وتذكر والإرادة وزيادة إدراكهم لمفاهيم الأشياء وطبيعة المواد وهذا النوع من اللعب يقابله عند الكبار التعلم عن طريق حل المشكلات ولأن طبيعة الإنسان لا تقبل الوقوف أمام أشياء ناقصة فأن هذه الألعاب توجد بيئة نموذجية لدفع الطفل إلى التفكير والبحث والاستنتاج لما يواجه أثناء اللعب من مواقف محيرة حتى يجد لها حل في النهاية.
المقصود بالألعاب التركيبية :
هي تلك الألعاب التي تأتي بشكل مفردات ويقوم الطفل بتجميعها لتكوين مبنى أو نموذج له معنى في بيئته. وتعتبر هذه الألعاب من الألعاب التي تظهر فيها إنجازات الطفل وإبداعاته، خاصة إذا استطاع بناء أو تشيد نموذج معقد أو كبير بالنسبة لعمر الزمنى. كما يمكن أن يتطور هذا النوع من اللعب عند الأطفال ويتحول إلى بناء أشياء كبيرة مثل الخيمة والمجسمات الطينية على شاطئ البحر
من أهداف اللعب التركيبي
تنمية التفكير العلمي مثل الملاحظة والتحليل والتفكير ويتعلم الطفل مفاهيم أساسية في الرياضيات مثل التصنيف التسلسل والمقارنة والمساحات والأشكال والأحجام وتنمية المقدرة اللغوية لمظاهر النمو الاجتماعي والشخصي وتزيد الثقة بنفس الطفل وتقديره لذاته كنتيجة لما يحقق من إنتاج أو نتائج وتساعد الأطفال على التخطيط والتفكير العلمي السليم.
ثالثا: اللعب الاجتماعي التعاوني :
وهو اللعب التعاوني الذي يتطلب مشاركة الطفل للأطفال الآخرين في إنجاز بعض الأعمال وترتيب الأشياء وتنظيف وترتيب المكان. كما ينطبق هذا النوع من اللعب على الألعاب الجماعية التي تتطلب فريق من الأطفال يقودهم طفل واحد أو أكثر بحيث يستطيع هذا الفريق أن ينافس الفرق الأخرى ويتفوق عليها ويساعد هذا النوع من اللعب بناء وتقوية العلاقات مع الآخرين واحترام القوانين والنظام
من أهداف اللعب الاجتماعي احترام قوانين وقواعد النظام مثل قانون المرور والمستشفى والمدرسة وغيرها -احترام قيام وعادات وتقاليد المجتمع -تعلم الصبر والتعامل الإيجابي مع تأخر أو تأجيل تحقيق الأهداف -تنمية العلاقات مع الآخرين واحترام هم التدريب على الحوار الإيجابي الفعال مع الآخرين.
رابعا الألعاب ذات الطابع الاختياري:
هذا النوع من اللعب يساعد الأطفال على إثبات ذواتهم. فالأطفال هنا يحاولون ابتكار لعبة معينة ويضعون لها القوانين ويمارسونها، مثل المشي إلى الخلف والركوب والنزول من مرتفع كطاولات والمشي في الظلمة.. إلخ فالطفل هنا هو الذي يضع قوانين اللعبة وفيها شيء من الابتكار ومطلوب من الأطفال الآخرين ممارسة اللعبة تبعا للقواعد التي وضعها الطفل. وبالتالي هذا النوع من اللعب يعزز الثقة في نفس الطفل ويشعر بأنه مميز وقادر على الابتكار.
خامسا: اللعب المشترك:
يقوم هذا النوع من اللعب على المشاركة الطفل للأطفال الآخرين في بعض الألعاب، ولكن بشكل منفصل. أي أن يمارس الطفل ألعاب مشابهة للألعاب الأطفال الآخرين فكل يشغل نفسه بنشاط متشابه إن لم يكن متماثل، ولكن ليس هناك تقسيم عمل أو أدوار بين الأطفال فكل طفل يلعب كما يحلو له وليس بالضرورة يخضع لرغبات الأطفال الآخرين، والهدف من هذا النوع من اللعب هو احترام فردية الطفل وتعزيز الثقة في نفسه .
كاتبة ومؤلفة
انتهى