( محمد حيدر ، وطلال حمية)

( محمد حيدر ، وطلال حمية)
لمن لايعرف هذين الشخصين ، هما قياديين فيما يسمى بحزب اللات الايراني في لبنان ، الاول شخصية غير ذات أهمية في سلم الحزب القيادي ، وربما يأتي في المرتبة أو السلم الثالث أو الرابع ، وهو يعمل كمدير لعمليات الحزب في بيروت بعد أن نفق القادة الرئيسيون ، أما الآخر ( حمية ) فهو قيادي من الصف الاول في الحزب ، وهو رفيق لعماد مغنية وقيادات الحزب المؤسسين ، وهو أعلى رتبة وأهم أهمية للحزب .
اليوم استهدف لبنان ، ودُمر الكثير من المباني في وسط العاصمة بيروت ، وفي مناطق شعبية إختبأ فيها عناصر حزب اللات المتبقين ، والهدف هو إغتيال محمد حيدرة ، وقتل نتيجة تلك الغارات الاسرائيلية الكثير من المواطنيين اللبنانيين الأبرياء .
أُعلن في وسائل الاعلام التي تغطي هذه الحرب على لبنان أن اسرائيل تبحث عن حيدره ، وهو المطلوب في هذه التفجيرات التي صبحت بيروت من الخامسة فجر يوم السبت الموافق/ 23/10.
التحليل لهذه الغارات التي دمرت لبنان ،من أجل استهداف شخصيات حزبية في تراتب متأخرة ، يدل دلالة واضحة أن اسرائيل ذاهبة للقضاء على كل قيادات حزب زميرة وايران ، وأن لبنان هو المتضرر من هذه الحرب بشكل رئيسي ، وفي الاتجاه الآخر تذهب ايران الى النفخ في قربة الحزب المفتوقة ، وذلك ليس لنصرة الحزب ، فالحزب قضي عليه ، ولكن من أجل تدمير لبنان ،
بالطبع عندما تستهدف اسرائيل قيادات الحزب ، وتتأكد ايران من نفوقها ، يتم في الحين ذاته محاولة تضخيم دور تلك الشخصية النافقة ، لإعطاء الزخم لمن يتولى القيادة بعده ، وفي طريق هلاكه ونفوقه من الاستهدافات الاسرائيلية وهي محاولة ايرانية لضخ دماء فاسدة ، في شرايين الحزب المتهالك والنافق حالياً.
وفي ظل هذه الحرب التي تُدمر لبنان تدريجياً ، وبطريقة اسرائيلية ممنهجة ، تصر ايران على دعم حزبها في لبنان الذي فقد تقريباً مايتجاوز عن 80/ من قدراته وعناصره وقوته وقياداته ، بما فيهم الصف الاول كزميره ، ورفقاه في الحزب الذين ولغوا في الدم العربي ، في العراق ، وسوريا ، واليمن ، ولبنان المتضرر الأول من هذه القيادات النافقة ، التي أجهزت على كل قيادي حر في لبنان ، وأبقت على عملائها ، وخونتها ، من أجل التحكم في السيطرة على لبنان.
وفي نفس الوقت يظل سياسيوا لبنان ينتظرون فرج ايران ، بأن تعطي أوامرها لمن بقي من حزبها ايقاف تدمير لبنان ، وينطبق حال ضعفهم على قول المثل ( العين بصيرة واليد قصيرة) .
ايران لن توقف الحرب ، ولن تستطيع هي الدخول في معتركها حتى ولو لوحت بها ضد اسرائيل ! واسرائيل ستستمر في ذبح لبنان ، وتصيد عناصر الحزب حتى لو من الدرجة العاشرة التي قد تتمثل في الجنود وسائقي شاحنات والموتر سايكل ، التي كان يفتخر بهم الحزب وأعلامهم الصفراء الباهتة، وستصطادهم حتى ولو في بروج لبنان المشيدة ، أو في الأوساط الشعبية الفقيرة ، وهي الأماكن المرشحة لهاربي الحزب الذين يريدون إسالة الدماء اللبنانية البريئة في محاولة لإثارة السخط الدولي على اسرائيل ، أقول ايران تبحث عن اتفاق سمين تعقده مع اسرائيل ، تستطيع من خلاله حماية نفسها وقدراتها في طهران ، من الضربات الاسرائيلية ، وليست في بيروت التي لايهمهما درجة التدمير فيها ، ايران دولة استعمارية خبيثة ، استطاعت تكوين حزبها منذ عقد الثمانينات الميلادية في بيروت ، من خلال اغراء خونة لبنان ، وقياديه المهوسيين في المادة ، ومنهم نبيه بري وخلافه الكثير المتضخمة أرصدتهم نتيجة ذلك السكوت عن ايران وحزبها في لبنان ، وتمكينه من كل شيء، حتى أن أصبح لبنان لايمثل لهم شيء !
عجيب أمر هذه القيادات السياسية اللبنانية المهترئة ، والموسومة بالخيانة ، غريب سكوتهم ، وماذا ينتظرون ، ولماذا لاينطلقون لطلب المساعدة في لجم ايران ، وطرد حزبها من لبنان ، وحتى لو تطلب الأمر القضاء على ذلك المكون الشيعي اللبناني ! إن كان حقاً هو من يرضى الان بهذا التدمير في لبنان.
اليوم التفجيرات والملاحقات الاسرائيلية انتقلت من الضاحية الجنوبية الى وسط بيروت ، مما يعني أن قيادات الحزب أو من بقي منها هربت من الجنوب ، وتركت بعض مليشياتها تتنقل من بيت الى اخر هناك ، ويحاولوا إشغال اسرائيل بإطلاق صواريخ أصبحت غير ذات أهمية في الشمال الاسرائيلي ، ومن يرون انهم قياديوا في الحزب بدأوا يحتمون بسكان بيروت ، وجعلهم موائد قتل جاهزة للإستهدافات الاسرائيلية .
ستظل الآلة الاسرائيلية تبطش بالأبرياء اللبنانيين طالما ومسئولي حزب اللات يحتمون بسكان بيروت ، ولايجد عناصر الحزب الشجاعة في أنفسهم النأي عن المشروع الايراني الفارسي في لبنان ويبقون على لبنان حية ، وبعيدة عن التدمير ، وإيقاف ما ينفخ في نفوسهم المريضة من ايران التي لاتريد بهم خيرا .
هناك من يراهن على مجيء ترامب ، وايقاف الحرب ، وهذه أمنية فارغة ، وترامب يعرف ايران جيدا، وسيقطع أذيالها ، ومنها حزب اللات الذي قد يكون في قيادة ترامب مشرعين أو خبراء من الأصل اللبناني هم يرون إستئصال الحزب من لبنان ، مما يعني أن اسرائيل ستحقق أهدافها في لبنان ، وأنها ربما تستولي على كل الأراضي الوقعة جنوب نهر الليطاني ، وتجعلها منطقة أمنة لشمال اسرائيل ، وبالتالي فإن ترامب سيدعم هذه الأفكار ، وكذلك مايؤدي للقضاء على حزب وذراع ايران في لبنان ، وربما كل المنطقة إن لم يحدث إختراقات وتنازلات ايرانية لأمريكا.
كاتب رأي