اغتيال الجمال

الاغتيال له عدة وجوه ، وما يهمنا في هذا : اغتيال المشاعر، بتبلد الاحساس.
تواجهنا الكثير من هذه السلوكيات بشكل يومي ، يأتي إليك أحدهم وأنت في قمة سعادتك ثم يرمي عليك كتلة من المشاعر السلبية ، للدرجة التي تجعلك تتمنى لو لم تكن موجودًا، ولم يقّدر لك أن تلقاه.
مثل هؤلاء وجودهم يشكل عبْئًا ثقيلاً على معنى كلمة الإنسانية، هذه الكائنات تغتال الجمال الذي يفترض أن يكون علامة فارقه بين الإنسان وغيره من المخلوقات.
إن الحياة في مجملها تعطينا من الدروس ما يجعلنا نشعر بأهمية وجودنا، لكن للأسف هناك من لديه الرغبة لعرقلة هذه الوجودية.
هناك من يستلذ حين يناقش خجلك ، لا مشكلة لديه إذا وطئ على جراحك بكل بلاهة ، أو لما ينتقص منك ، أو عندما يسخر مما تقدمه حتى لو كانت هدية غالية في ثمنها تجده يسأل عن قيمتها قبل مضمونها وإن قدر له وأخذها تلقاه حين تلقاه وهو كئيب الوجه ، ثقيل النفس لا لشيء سوى أنه متبلد في الاحساس، لديه جفاف ، وتصحر بأهمية وجوده كعضو فاعل، يملك القدرة على الفهم لكنه لا يريد أن يفهم.
إنهم يعيشون بيننا ويغتالون كل ما هو إيجابي.
إنهم سموم تنتشر في كل مكان، في بيئة العمل ، بين الأصدقاء، بين الأقارب، حتى بين الأهل.
مثل هؤلاء كيف لنا أن نتعامل معهم ، كيف لنا أن نطور منهم ، كيف لنا أن ندفع بأفكارهم المتكلسة، ونفوسهم المتصلبة نحو التفاعل والإيجابية!
إنهم يمتلكون تركيبة نفسية معقدة تعشق كل قبيح وتكره كل جميل، ولديهم القدرة على توزيع كميات من الأذى اللفظي أو السلوكي على من حولهم دون إحساس أو شعور بعمق ذلك الأذى على الآخرين.
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي.
طرحك رائع أستاذ علي
مبدع كعادتك👌
بوركت وبورك قلمك أستاذ علي👍