اصدر قرارًا يجعل حياتك بسيطة (الجزء الثاني).

علي بن عيضة المالكي
بالأمس القريب كتبت لكم أني قرأت كتابًا لبراين تراسي، كتاب عجيب ، يخال إليك أنك تعيش الواقع ،أعجبني كثيرًا ما ضمه من توجيهات رغم نعومتها ؛ إلا أنك تشعر بقوتها . هي تفاصيل بسيطة للغاية لكنها تجبرك أن تعيد تنظيم حياتك لتجعلها أبسط ، وأفضل ، كل ما عليك فعله اتباع الآتي:
تذكّر أن تطبق قاعدة80/20 على كل شيء تفعله ، هذا القانون له وقعه الساحر ، لأنه ببساطة شديدة يحفظ لك قيمة ما تفعله من أشياء، عندما تستخدم 20% من طاقتك الذهنية بينما المحصلة النهائية هي 80% فأنت بذلك تستطيع أن تقضي المزيد من الوقت في القيام بالأشياء التي تسهم بالقدر الأكبر من الفائدة في حياتك وعملك، في الوقت نفسه عليك أن تقلل أكثر من الوقت الذي تقضيه في القيام بتلك الأشياء التي لا تسهم سوى بالقليل، وأحيانًا عليك أن تتوقف بالكامل عن القيام بها.
أمر هام أيضا ينبغي التنبه له لجعل الحياة أكثر بساطة ، ألا وهو هندسة الحياة ، ونقصد بها التقليل من الخطوات في أي عملية تقوم بها.
مثلاً في عالم الأعمال ، نحن نشجع الأفراد على إعداد قائمة بجميع الخطوات في تنفيذ إجراءات العمل، ثم نبحث عن طريقة لخفض عدد الخطوات بمعدل 30% على الأقل في المرة الأولى ثم تخفض النسبة حتى نصل للتفويض الكامل للصلاحيات ، هذا الإجراء يمكن تطبيقه على الحياة الخاصة حتى تتيسر الأنشطة وتقل النفقات( بالطبع لا أقصد النفقات المالية فحسب إنما يشمل ذلك كل ما يهدر الوقت والجهد والمال ويرهق الذهن ويتعب الجسد ) ثم نبدأ في التخلص من الأنشطة المرهقة ذات القيمة المنخفضة ، أي يمكننا العمل على توزيع المهام التي تستهلك الوقت منا وتفويض القيام بها للأبناء لضمان تهيئتهم للحياة ، حتى يصبحوا أكثر فاعلية في أسرهم ، ومجتمعهم، بمعنى أكثر سهولة فوض كل ما يمكنك تفويضه للآخرين، كل ما فوضت أشياء ذات قيمة منخفضة وفرت وقتًا أكثر، من جانبٍ آخر لك أن تتخيل أن تفقد كل شيء كنت تملكه! هذا أمر بالطبع لا يطاق ، لكن عليك أن تتخيل هذا الأمر . ماذا كنت ستفعل؟
إذن عليك أن تعيد اكتشاف نفسك بانتظام ، على أقل تقدير مرة واحدة في العام ، هذا شيء جيد لك. توقف وانظر لحياتك ومساراتك المهنية والاجتماعية والاقتصادية واسأل نفسك كما سأل براين ترايسي نفسه ( لو لم أكن أفعل ذلك الآن ، وقد صرت أعرف ما أعرفه الآن ، هل كنت لأعمل فيه؟) إذا كانت الإجابة ( لا) فإن سؤالك التالي سيكون: كيف لي أن أتوقف عن ذلك ؟ وكيف افعل ذلك بسرعة؟
كما قلت لكم في مقال الأمس إن أفضل شيء في الحياة هو التنظيم ، علينا أن نعيد تنظيم الحياة وفق الأولويات. كن مدركًا أن معظم الأشياء ذات قيمة منخفضة أو أنها ليس لها قيمة على الإطلاق ، واعترف لنفسك بذلك، أين المشكلة؟ لما تعترف لنفسك بتلك القيم المنخفضة التي تمارسها فأنت بذلك جعلت حياتك أكثر بساطة، وبدأت التركيز أكثر على المهام الأعلى قيمة.
ختامًا:
أحيانًا يكون جلوسك وتفكيرك مستخدمًا بذلك قواك الإبداعية ، أفضل لك من أن تقوم بمهام ذات أجر منخفض أو قيمة متدنية ترهقك وتستهلك وقتك.
آخرًا:
اختر هدوءك ، وخذ بعض الوقت في التفكير فيما تكون وماذا تريد بدلاً من أن تملأ عقلك بالضوضاء وكثرة الضجيج.
اعتن فائقًا بصحتك الجسدية من خلال التقليل من المأكولات غير الصحية ، ومارس التمارين بشكل منتظم ، وبأن تصبح أكثر نحافة لتحصل على قوام وخفة جسم وجمال ، ويمكن لك أيضا أن تبسّط حياتك بممارسة الأفكار التي مرت معنا سابقًا مرارًا وتكرارًا. ما المانع في ذلك؟ بالتالي ممارستك المستمرة سوف تصبح تلقائية وسهلة، وفي الوقت ذاته زد من البهجة والرضى عن تلك القيمة العالية التي اكتسبتها.
فَلْتَسْعَ لذلك!
كاتب رأي
يا الله يا أستاذ علي ، من جمال وأهمية هذا الموضوع ، عدت لأقرأ
مقال الجزء الأول ، أعجبتني قاعدة 20/80👍
دائما مواضيعك ذات أهمية كبرى ونفع عظيم ، وكل مرة أقرأ لك لابد أن أخرج بفائدة بل فوائد عديدة ،
لي طلب : أتمنى لو تقوم بتنفيذ دورات ( عن بعد ) في تطوير الذات ، فلدينا نهم شديد لهذا النوع من المواضيع الهامة👍
استمر أيها المبدع👏👏👏
🌺🌺
أجمل مرور.
شكرا على هذا الدعم أ/ابتسام