(إيران وخطورتها على المملكة والدول الخليجية والعربية)

محمد سعد الربيعي
(إيران وخطورتها على المملكة والدول الخليجية والعربية)
منذ مجيء الهالك الخميني لايران ، وإعلان الجمهورية الايرانية الاسلامية ، وهي تنشب مخالبها في جيرانها العرب، فبدأت بالحرب العراقية الايرانية في بداية الثمانينات الميلادية ، واستمرت لما يقارب عشرسنوات ، أُنهكت فيها الدولتين عسكرياً ، وإقتصادياً ، وكان جُل العرب مع العراق عدا سوريا ، وليبيا اللتين إختطا نهجاً مخالفاً لمواثيق الجامعة العربية ، ووقفا مع ايران ودعمتها ضد العراق!؟
ما أريد الذهاب اليه هنا هو التحذير من هذه الدولة المجوسية الخبيثة، التي تستخدم التقية في جميع معاملاتها ، وطرقها الدبلوماسية ، وترخي رأسها لأي عاصفة ، تعصف في العالم والشرق الاوسط ، وهي تعمل بذلك وفق هذا المبدأ وبخطط مدروسة ، وتمتد خططها لخططٍ خمسينيٍة ( أي لمدة خمسون عاما) ، وهنا مكمن الخطورة في التعامل مع هذه الدولة ، مالم يكن هناك اهتمام وحذر ، وعلم ، وإطلاع ، لما يجري وتقوم به ايران ، من دولنا العربية ، والخليجية ، والمملكة تحديداً، ومن يتعامل مع هذه الدولة من العالم الآخر ، وأقصد هنا بالدول الاسلامية ، التي أيضاً لن تنجوا من ايران وخططها التبشيرية ، الخبيثة والتدميرية في نشر التشيع ، وتدمير العالم الاسلامي ، ونشر الفوضى ، والحروب ، وتأسيس مكونات شيعية في كل هذه البلدان التي تستهدفها ، انتظاراً للإنقضاض على السلطة فيها ، وبما في ذلك الدول العربية والخليجية ، ولعل لبنان والعراق الان ، وربما سوريا واليمن ، هي أمثلة واقعة على طبيعة الأحداث الدولية في العالم العربي ، وخاصة العراق الذي انتهت منه تقريباً وسلمت السلطة فيه لمكونها الشيعي الحاقد على السنة ، والذي يستهدف هذا المكون الذي أصبح في حكم الضعيف المنتهي نتيجة سياسة ايران القمعية للسنة ، وماتقوم به ايران أيضاً الان في اليمن ، وماقامت به من السابق في العراق كما أشرت ، ولبنان ، وسوريا ، هو جزء من هذه الخطة الخمسينية الكبيرة ، التي تنفذها ايران ، وبكل هدوء ، وجرأة ، في نفس الوقت ، ضاربة عرض الحائط ، بكل المواثيق والأعراف الدولية ، وحق سيادة الدول في العيش وتقرير المصير ، وما تنص به قرارات هيئة الامم المتحدة في هذا الخصوص.
تمر ايران حالياً في هذه الفترة بتغيرات سياسية دولية ، ومناوشات حربية ، وهي تعمل وفق دهاء سياسي ، منقطع النظير في كيفية تحمل نتائج تلك التغيرات التي تحدث وتجاوزها ، وما يلحقها ربما من هزائم تتحملها ، وفق منظورها إرخاء رأسها للعاصفة ، وذلك من اسرائيل في الوقت الراهن ، وتغير الدبلوماسية الامريكية ، والتي بدأت بإستقبال( ايران) ذلك التغير بإصدار تصريحات ، تقول فيها انها تريد التهدئة ، أي على الجبهات التي تسيطر عليها ايران ، انتظاراً لماستسفر عنه السياسة الترامبية ، والتي تحاول ايران وبلوبيها القوي في امريكا أن تحتوي ماقد يذهب له ترامب ، وقياداته خلال الاربع سنوات القادمة ، والتي من المؤكد أنها ( ايران ) أخذت في الحسبان ذلك التغير الذي سيحدث ووقته أيضاً ، ورسمت خططها على كيفية تجاوز هذه الفترة البسيطة في نظرها لو قارناها بخططها الخمسينية.
أعود لما يجري حولنا وفي محيطنا العربي ، من ايران ، في العراق الذي تدمر ، ولبنان ، وسوريا ، واليمن ، هذه الدول الأن وجدت ايران فيها موطء قدم ، وهو مهم لها الان ، وفق خططها الخمسينية ، وستضغط للحصول على المزيد ، وربما تسليم مكوناتها في هذه الدول كما هو الحال في العراق ، وهو الأقرب لسياسة ايران ، أو قلب أنظمتها السياسية ، وتسليم مكونها الشيعي السلطة ، وهو سيناريو سيُنفذ وفق خطط ايران ، وليس بالبعيد حسب خططها !؟ قد تنتقل لدول أخرى في عالمنا العربي ، ربما السودان في الوقت القريب ، والاردن لاحقاً!؟ والهدف من ذلك هو إحاطة المملكة ، ودول الخليج ، أو بعبارة أخرى وضعها في دائرة الاستهداف الايراني بأقواس شيعية ، وليس قوس واحد ، كما كان يقول العاهل الاردني!
أن هدف ايران الحقيقي ، وماستذهب اليه ، وطالما هذه الحكومة والحكومات المتتالية عليها تعمل وفق هذا المنظور الخميني الخامئني ، فإنه لن يهدأ لها بال ، الا بعد تطويق المملكة ، وتشييع كل الدول المحيطة بها ،أو قلب أنظمتها للتمهيد لاثارة الفوضى ، والقلاقل ، وهي لن تنسى في هذه الخطط التي تنفذها ، أن تتدثر بالتقية التي تمارسها بإمتياز ، في محاولة للتمويه على المملكة ، ودول الخليج بسلامة مقاصدها وأهدافها ، في حالة إنكشاف بعض خططها ، وخاصة في التسلل للمملكة بالذات ، ونشر التشيع ، في الحجاز تحديداً ، مكة ، والطائف ، أما المدينة فلديها حليف ، ومكون قبلي للأسف إعتنق المذهب الشيعي ، وايران تراهن على هذا المكون وتحاول تمدده ، مالم تتنبه له السلطات في المملكة ، ناهيك عن مكونها في المنطقة الشرقية !
أقول أن على المملكة ودول الخليج ، والتي للاسف نرى فيها زيادة مضطردة لمكونها الشيعي ، وصلابة عوده ، في الكويت والامارات والبحرين ، وقطر للاسف ،التي تراهن على ايران ، وتركيا ، وهما ألد الأعداء ، أقول أن على دولتنا ودول الخليج ، وكذلك الاردن والسودان ، ومن إختطفته ايران ، من الدول التي ذكرتها ، أن يتنبهوا لهذا الدور الخطير ، والمدمر الذي تمارسه ايران ، وأن لانصدق ماتذهب له الان من تغيرات في سياستها ، لأنها تدس السم في العسل ، ولن تبرح حتى تحقق أهدافها ، وهدفها الحقيقي هو تدمير المملكة ، والأماكن المقدسة ، ونبش قبور الصحابة ، وبالتالي تدمير منهجنا الاسلامي الصحيح ، وتدمير المقدسات الاسلامية ، ونشر الرذيلة ، والجهل والتخريب ، وتدمير كل ماقامت به المملكة لعز الاسلام والمسلمين، وهذا هو هدفها الرئيسي وهو تدمير المملكة ، والقضاء عليها ، لأنها في نظرها (ايران ) هي الحامية للدين الاسلامي الحنيف ،وهي الحقيقة وهو ما يتعارض مع التوجهات الايرانية المجوسية العدائية للدين الاسلامي الذي تعمل على تدميره.
كاتب رأي