( إيران والصفعات الإسرائيلية )

بقلم اللواء/ محمد سعد الربيعي
تظل السيادة الدولية أو سيادة كل دولة على حدودها وأرضها من المقدسات في العرف والقوانين الدولية ، وتعد في دائرة التحريم عند تجاوزها ، وهو مايؤدي بالتالي لنشوب الحروب بين الدول سواء كانت إقليمية أو دولية ، والأعراف الدولية تقف ضد ذلك ! من أجل منع الفوضى التي قد يخلقها إنتهاك السيادات الدولية .
ماحدث ويحدث الآن في الشرق الأوسط ومنذ قيام إيران وثورتها وقيادتها الملالية بدءً من الخميني إلى الخامئني من تجاوزات تعد انتهاك صريح لكل الاتفاقيات الدولية من خلال خلق الفوضى ودعم المليشيات والعمل على قلب الأنظمة بواسطة أذنابها التي دُعِمتْ وأصبحت تسيطر على بعض الدول ، ولعل لبنان والعراق هي من الأمثلة الأبرز في ذلك .
تدعي إيران بنظامها السلطوي الفاشي الرافضي محاربة إسرائيل، ولكن في المقابل هي تحقق أهداف إسرائيل حيث أثبتت الأحداث الأخيرة أنها هي من تصنع الفرص لها وتتكاتف جنباً إلى جنب معها .
والمخيب في هذا التكاتف أن هذه الدولة ( إيران) التي تدعي نصرة فلسطين وقضيتها وهي ( تكذب ) تتلقى الصفعات الواحدة تلو الأخرى من إسرائيل التي تنتهك سيادتها بشكل متكرر في إغتيال علمائها وخبرائها والتحقيق مع مواطنيها داخل دولتها نهايةً بإغتيال هنية داخل ثكناتها العسكرية ، فضلاً عن الانتهاكات الإسرائيلية لدول تعتبرها إيران من محورها كما حدث مؤخراً في اليمن ( الحديدة ) ولبنان الذي يتعرض لإصطياد يومي لكل عناصر حزب اللات في انتهاك لإيران التي تدعي حماية ذيلها هناك ، بل تعدى الأمر لعقر دار طهران في استهداف هنية مما يدلل على عمالة وخيانة هذه الدولة وتعاملها العميق مع إسرائيل ضد العرب والمسلمين .
عند وقوع هذا الحادث المأساوي لهنية نتيجة التخادم بين طهران وتل أبيب هدرت وزبدت إيران كعادتها في مثل هذه الحوادث وهددت بقطع يد إسرائيل التي وصلت لطهران عدة مرات ، وعرفت كيف تصل لغرفة كل مسئول إيراني أو حزبي و خلافه وكل من له علاقة بالنظام الإيراني الباهت ويهدد إسرئيل بالتوازي مع تهديدات إيرانية فارغة وأجهزتها الثورية التي تَوّضْحَ كِذْبِها وأصبحت لاتسمن ولاتغني من جوع .
المشهد يتكرر في كل حادثة والتهديدات تتكرر ولكنها لا تلبث إلا وتنتهي بنهاية الحدث ، ويذهب ذلك الرغاء والزبد الإيراني أدراج الرياح .
عند اغتيال هنية أزبد الحرس الثوري وهدد أنه سيأخذ بالثأر من إسرائيل ، ولكننا سمعنا بعد يومين من ذلك الرغاء أن إيران ستنسق مع الفصائل الفلسطينية في كيفية الرد على إسرائيل !؟ وهذا ماقيل على لسان الحرس الثوري !؟ والعجيب أن هناك من سيصدق هذه الرواية ، بل من المؤكد أن هناك من الفلسطينيين وأذيال إيران في المنطقة من سيغرق فيها وفي تبني التهديدات الإيرانية الكاذبة ، وفي النهاية سيجر أذيال الهزيمة أمام أعين كل قائد ومسئول إيراني رخيص .
من هنا نستطيع القول أنه ليس هناك أي صراع حقيقي بين إيران وإسرائيل ، بل ما يدور هي مصالح مشتركة ومتقاطعة يقف خلفها الخطاب المشبوه والمشوه الذي تتبناه إيران أمام الآخرين من خلال تهديداتها الفارغة ، بينما هو يعطي ثماراً تقطفها الدولتين لعلاقتيهما المشبوهتين التي تحكمها أيديولوجيتين مختلفتين لتحقق في النهاية مصلحة الطرفين في منطقة الشرق الاوسط ، وهي تتلقى هذه الصفعات الإسرائيلية الموجعة لتقبل في النهاية بنصيبها من الكعكة التي قد تقتسمها نتيجة هذا التخادم مع إسرائيل أو من تحميها أمريكا وهو ماتذهب له إيران خلف ذلك التماهي المشبوه والمشوه حسب خططها مع إسرائيل .
إذاً ماتقوم به إيران من خلق زوابع هي وأذيالها في المنطقة .. هو في الواقع قد يحقق ماتصبو له إن لم تصحوا المنطقة لهذا التخادم بين الدولتين .
كاتب رأى