كُتاب الرأي

ثقافة جيل

ثقافة جيل

خامسه آل فرحان

قبل مايقارب الأثني عشر عاما حدثتني طالباتي في المدرسة الثانوية حيث عملت كمعلمة للغة الإنجليزية عن مسلسل فكاهي سعودي رائع يناقش قضايا المجتمع بطريقة ساخرة(كما قالوا لي) والبطل _يفطس من الضحك. والحلقات لاتمل. أخبروني بأن أغلب الشباب يشاهدونه وبأن مشاهداته على منصة يوتيوب قد تجاوزت الملايين وكان هذا حافزا لي للبحث عن هذا العمل ذائع الصيت.
لجأت للشبكة العنكبوتية لمعرفة المزيد عن هذا العمل الذي شكل ظاهرة اجتماعية حينذاك حيث كان رائجا لدى شريحة كبيرة من المراهقين. شاهدت بضع حلقات منه باحثة عن الفكاهة فلم أجدها. فحسبت أن الفجوة العمرية هي السبب مما دفعني لمشاهدة حلقات إضافية بحثا عن الهدف من العرض فلم أجده كذلك. ذهبت في الغد إلى طالباتي متساءلة عما قد يكون قد فاتني أثناء مشاهدة المسلسل. أخبرتهم بأنني حاولت جاهدة أن أضحك أو أن أشعر بالإرتباط أو المتعة أثناء المشاهدة لكنني فشلت فشلا ذريعا. عزَت طالباتي ذلك كما توقعت إلى ثقافة الجيل وحينذاك اقتنعت وقلت ؛ربما!
وبعد ١٣ عشر عاما ومايقارب الثمان مواسم من ذلك العرض صار أطفالى وأبناء إخوتي من المتابعين الأوفياء للعرض إياه. وبحكم أنه صار ضيفا على شاشات التلفاز والأجهزة الذكية وبحكم أنه أصبح ضيفا ثقيلا على شاشات منزلي وجدت نفسي مرغمة على مشاهدته مجددا ويا للعجب. لم يتغير كثيراً. المبالغة ذاتها، والإسفاف ذاته، وضبابية الهدف ذاتها. ولكن ما استجد هو الجمهور . فقد صرت اسمع لزمات الشخصيات في منزلي وبشكل مستمر وأولادي الصغار اصبحوا يتمايلون في مشيهم مثل تلك الشخصية المستفزة في المسلسل. سألت ابنائي :مالذي يشدكم إلى هذا المسلسل ؟ فاجابوني :يفطس من الضحك يا أمي . فقلت أي مشهد يفطس من الضحك لاني لم أره
؟ فاجابتني ابنتي ذات الثلاث أعوام:تسوقين أمها يا ماما؟!

كاتبة رأي

 

 

خامسه سالم آل فرحان

كاتبة ومسرحية و سيناريست وتربوية

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى