*إدارة الحشود في موسم الحج*
فن إدارة الحشود يعتبر من أدق وأصعب فنون الإدارة، إلا أن انجازات المملكة العربية السعودية الكبيرة في هذا المجال أصبحت مثلاً عالمياً يُحتذى به ومرجعاً عملياً نفخر ونفاخر به .
حيث أنه من أصعب المهام التي تواجه الدول إدارة وتنظيم الحشود البشرية في المناسبات العامة التي لا يتجاوز حضورها بضعة آلاف نسمة !!
فكيف بتلك الحشود المليونية التي تأتي في موسم الحج الذي لا يتجاوز أياماً معدودات من مختلف الجنسيات ومتعدد اللغات فتدار في زمن محدد و مكان محدد وبتنظيم رائع ودقة عالية تهدف الى تفويجهم والحفاظ على سلامتهم وراحتهم وأدائهم مناسكهم بكل يسر وسهولة .
ولذلك فإن هندسة ادارة وتنظيم الحشود
علم تميزت به قوات أمن الحج في المملكة العربية السعودية عالمياً دون سواها وأصبحت مرجعاً مفيداً لكل دولة تصادف مشكلة في إدارة الحشود .
وكما أشرنا الى أن إدارة الحشود صناعة و فن لا يتقنه سوى الرجال المتخصصون ،فإن ادارة وتنظيم الحشود لا تقتصر على الحشود البشرية بل تجاوزت ذلك الى تنظيم حشود السيارات والحافلات الناقلة للحجيج و مؤنهم .
وتتميز إدارة الجهات الأمنية وغيرها من الجهات الحكومية ذات العلاقة بإحترافية في الأداء ورقيّ في التعامل وإتقان في استخدام التقنـية ودقة في الإنتشـار في مكان الحدث .
ولترسيخ ثقافة ادارة الحشود أنشات المملكة العربية السعودية حاضنه تدريبية واستشارية لذلك تحت مسمى معهد تنظيم وإدارة الحشود، كما صممت برنامج تدريبي لإدارة الحشود ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى .
ولم تتردد السعودية في ابتكار و تطوير التكنولوجيا لمساعدتها في ادارة الحشود فاستحدثت الكثير من التطبيقات والمنصات التي تساهم في التيسير على الحاج والمعتمر مثل تطبيق نسك وغيرها من التطبيقات كذلك استخدمت الرسائل النصية عبر شبكات الهواتف المحمولة في إرشاد الحجاج وتوجيههم التوجيه الصحيح .
في الجانب الآخر لابد من الإشارة الى ما سخرته الدولة من إمكانات وتجهيزات في طرق المشاة المؤدية إلى المشاعر المقدسة شملت توفير المياه ومقاعد الجلوس والتهوية الجيدة ورشاشات الرذاذ والإسعافات المتنقلة وعربات القولف ودورات المياه وغيرها من الوسائل المساعدة في التنظيم والراحة للحاج ومرافقيه في طرق المشاة المؤدية الى المشاعر المقدسة .
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
صحيفة آخر أخبار الأرض
الاثنين 2 / 6 / 2025 م
