“إدارة الأزمات بين العاطفة والعقل: دروس من “شاورمر” و”هامبرغيني”
“إدارة الأزمات بين العاطفة والعقل: دروس من “شاورمر” و”هامبرغيني”
بقلم/ د. عبدالاله محمد جدع
✔️في خضمّ العواصف الرقمية تتسارع الأحكام وتتعالى الأصوات حتى يغدو الخطأ الفردي ذريعة لاغتيال علامة تجارية كاملة.. وهنا تتأكد أهمية التدخل العاقل الذي يعيد الأمور إلى نصابها كما فعل معالي المستشار تركي آل الشيخ حين ذكّر بضرورة التمييز بين خلاف فردي وكيان وطني يوظف العشرات ويقدم منتجا تنافسيا
✔️”من مقاطعة إلى مبادرة”
أزمة “شاورمر” بينت كيف يمكن لقضية محدودة أن تتضخم عبر الترند لتضع مؤسسة في مهب الريح، غير أن التدخل العاقل ثم المبادرة الذكية من إدارة المطاعم بتوفير وظائف جديدة للشباب السعودي حوّلت المشهد إلى فرصة.. والرسالة هنا لم تكن مجرد دفاع عن الذات بل التزام عملي بتوسيع الفائدة للمجتمع
✔️”إدارة الأزمات بعيون وطنية”
ليس كل خلاف شخصي يستحق أن نصطف خلفه أو نتقمص دور محامي الدفاع فيه.. فذلك قد يسيء- عن غير قصد – لعلامة وطنية نشأت بسنوات من الجهد.. وهنا يبرز مفهوم إدارة الأزمات التي تعنى بفن التعامل مع الأحداث المفاجئة التي تهدد السمعة أو الاستقرار بحكمة وروية..ومن هنا جاء التصرف الحكيم لمعالي المستشار تركي آل الشيخ الذي لم ينحز لطرف بل دعا إلى معالجة عقلانية تحفظ الحقوق وتصون المنتج الوطني
✔️”الدرس من “هامبرغيني”
قصة “هامبرغيني” التي وصلت إلى التصفية تذكير آخر بأن الأزمات إذا لم تدار باحترافية منذ البداية قد تبتلع الكيان مهما كان حضوره.. فالاعتراف المبكر بالخطأ ولو كلف خسائر مؤقتة أفضل بكثير من الإنكار الذي يترك الناس بلا إجابة خاصة عندما يتعلق الأمر بصحتهم وسلامتهم
✔️وفي تقديري أن الأزمات ليست نهاية بل قد تكون منعطفا يفتح أبوابا جديدة إذا أُديرت بالعقل والشفافية وربط الحل بالمجتمع.. المهم ألا نسلم عقولنا للترند ولا نسمح للعاطفة اللحظية أن تقود مستقبل علامات وطنية بنيت بجهد وألم.. وينطبق الأمر نفسه على الأفراد حيث قد تفتك بهم إشاعة عابرة إن صدقها الناس قبل التحقق.. حتى لا نشهر بالناس بالبهتان.
كاتب رأي
