كُتاب الرأي
أيّها النّاس عيشوا اللحظة …!

أيّها النّاس عيشوا اللحظة …!
قد يكون من حكمة الله تعالى في عالم الغيب وتغييبه وستره عن عوالم الشهادة في الناس هو حثهم على العلم والعمل الحقيقي النافع والاجتهاد الدائم والمستمر فيه ! وكذلك العيش في الحياة الدنيا وحولهم سحائب الرحمة والرأفة والسلامة والاستقرار والهدوء والأمن والأمان والأمل والتفاؤل ، وكذلك الاستمتاع بالحياة وبما فيها من عوالم الخيرات والمسرات والبركات والفضائل الحسنة ، وما فيها من أطايب الطعام والكلام والمنام والمقام !
حقيقة رحلة الإنسان في الحياة الدنيا قصيرة وقصيرة جدا !! وقد يخيل إلى بعضهم أنها طويلة وشاقة ومليئة بالتحديات والصعوبات والعقبات والمؤثرات والضغوط المختلفة والمتباينة ! وهذا وجه صحيح من وجوه الحياة ومرحلة من المراحل ومحطة من المحطات الكثيرة والكبيرة التي تمنحها السماء لأهل كوكب الأرض الجميل !
لكن أن يعيش الإنسان في جميع مراحل ومحطات حياته وهو لا يرى في طول الدنيا وعرضها وفي عسعست ليلها ! وتنفس نهارها إلا الهموم والغموم والأحزان والمصائب والآلام والتحديات والصعوبات والعقبات! وينسى أو يتناسى تلك اللحظات والدقائق والساعات والأيام الجميلة الهادئة الطيبة المطمئنة التي مرت به ! ومر بها ! لكنه هو الذي تركها تمر هكذا مرور الكرام ! وكأنه لا يعرفها ! ولا يعرف نفسه وأسرته ومجتمعه في تلك اللحظات والدقائق الجميلة الهادئة الطيبة !
إنك تشاهد العامل أو الموظف البسيطة في عمله وهيئته وهو يسلم عليك أو يرد السلام لمن أفشا عليه السلام ! وتتحدث إليه وهو فرح مسرور كأنك تعطيه خيراً كثيراً !
تشاهدون عمال النظافة في الصباح الباكر ربما يشاركونكم في صلاة الفجر ويزاحمون الصفوف في الخير والفضل والصلاح ؛ وترون على وجهوههم الابتسامة والسرور ! وعلى أطراف ألسنتهم الكلام الطيب الجميل !
يمر بعض الموظفين والموظفات على فريق الحراسات أمام بوابة المؤسسة أو الشركة وهم صامتون بينما يلقاهم أولئك الحراس بالترحيب والتسهيل الابتسامة الطيبة الجميلة الهادئة!
يجمتع الفئام من الناس في الزواجات وفي الأعراس وفي تلك اللحظات الجميلة والرائعة لحظات الأفراح والبهجة والسرور والسعادة ويبقى بعضهم ينغص تلك اللحظات والدقائق الجميلة الهادئة الطيبة بالأحاديث والكلام عن الغموم والهموم والأحزان والمصائب والآلام والأمراض والحروب والمشكلات التي لا تنتهي !
تلتقي الأسر الكريمة والعوائل المحترمة المباركة في البيوت الطيبة المطمئنة الجميلة الهادئة؛ والحمد لله رب العالمين المطابخ العامرة بالخيرات ؛ والمنازل الملكية الفخمة والغرف الفارهة وعلى أكثر الوجوه نظرة النعيم المقيم ؛ ومع ذلك يعيشون في ضنك وتنافر وتخاصم ! والحد الأدنى عند بعضهم لا يشعرون أو يحسون بوجود تلك النعم الكبرى والفضائل العليا!
لكي يعيش الناس سعادة اللحظة ! عليهم جميعاً أن:
أولاً: يتعرفوا على النعم التي منّ الله تعالى بها عليهم.
ثانياً: ثم يتعرفوا على المنعم العظيم الذي منّ عليهم بتلك النعم .
ثالثاً: ثم يجعلوا ويوظفوا ويستعملوا تلك النعم في طاعة الله تعالى المنعم عز وجل !.
ويعيشوا تلك اللحظات والدقائق الجميلة الهادئة الطيبة المطمئنة في مصاحبة ذكر المنعم سبحانه وتعالى في النعم الكبرى والفضائل العليا !
يعشق كثير من الناس الذهاب إلى أماكن الترفيه والمتعة من الحدائق الجميلة ، والأسواق الكبرى ، والأسواق الشعبية الجميلة ، ودور السينما والمعارض التراثية، والشواطئ البحرية الساحلية ، والجلوس في الأماكن الهادئة الطيبة في أطراف المدن وغيرها
ومع ذلك يُحرم بعضهم من الاستمتاع والتمتع بتلك اللحظات الجميلة والرائعة في تلك الأماكن الجميلة!
قد تسافر فئام من الناس في داخل البلاد أو خارجها لطلب المتعة والترفيه واللهو واللعب ومع ذلك قد يُخيم على تلك النفوس البشرية في تلك الأماكن الجميلة الهادئة الطيبة الوجوم والقلق والهموم والغموم ! وتشغلهم التحديات والصعوبات التي يواجهونها عن تلك اللحظات الجميلة ! وينسون في ذلك الهدير المتعة واللذة وجمال الترفيه !
لذلك نقول لجميع القراء والمستمعين والمشاهدين والعرب والعجم ؛ نقول للرجال والنساء ! نقول للأزواج الكرام والزوجات الكريمات عليكم بالاستمتاع بكل أجزاء الحياة ودقائقها ؛ الاستمتاع باللحظات والدقائق والساعات والأيام الجميلة في كل وقت وفي كل مكان كانوا فيه ! على قدر المستطاع من القدرات والإمكانات …
عليهم جميعاً أن يعيشوا متعة اللحظات الجميلة والرائعة والهادئة في البيوت والمنازل الطيبة الجميلة ، والشوارع وفي المساجد والجوامع ، والسيارات والأسواق والملاعب وفي كل مكان كانوا فيه …!
أيها الناس عيشوا اللحظة واستمتعوا بالحياة مع أنفسكم و أزواجكم وأولادكم وآبائكم وامهاتكم ومع من تحبون من الناس جميعاً …!
قال شاعر المهجر الكبير إيّليّا أبو ماضي :
لِتَكُن حَياتُكِ كُلُّها
أَمَلاً جَميلاً طَيِّبا
وَلتَملَءِ الأَحلامُ نَفسَكِ
في الكُهولَةِ وَالصِبى
مِثلُ الكَواكِبِ في
السَماءِ وَكَالأَزاهِرِ في الرُبى
لِيَكُن بِأَمرِ الحُبِّ
قَلبُكِ عالَماً في ذاتِهِ
أَزهارُهُ لا تَذبُلُ
وَنُجومُهُ لا تَأفُلُ !!