كُتاب الرأي

أيّها المبدعون اجعلوا لحياتكم معنى

أيّها المبدعون اجعلوا لحياتكم معنى

من أسماء الله تعالى  الحسنى وصفاته العليا  أن سمّى  نفسه تبارك  وتعالى   : البديع  عز  وجل  ؛  ومن  دلالات  هذا  الاسم   العظيم   المبارك   على  عوالم الموجودات  ، وعوالم  المخلوقات الحية  وغير  الحية  ، في عوالم  السموات  أو  عوالم  الأرض  الكبيرة ؛    هي  الغاية في الدقة  الإتقان والإجادة  ،  ويعني   أيضاً  الخلق  والإيجاد  العظيم    على   غير   مثال   سابق  !
وهو  الإحسان  في كل المخلوقات والموجودات خلقاً وتصويراً  ورزقاً  وتدبيراً  و رحمة  ورفقاً  وحكمة  !
من عوالم  الجمادات  إلى  عوالم  النباتات   إلى عوالم الحيوانات  إلى  عوالم  البشر !.
والإنسان   كإنسان  في نفسه ؛    هو  غاية  الإتقان  والإجادة  والإحسان  ،  في خلقه  و تصويره  ،  وما  أمده  البديع عز وجل من الإمكانات والقدرات والملكات والمواهب  النفيسة العظيمة ، والتي  تمكنه  من  القيادة  والريادة   في الأرض !
وإذا  فتش ونقّب   الإنسان  السوي  فيما  يملك  من تلك القدرات والطاقات والمواهب والملكات العالية  وجد  الخير والفضل  الكثير  ؛ ووجد ما  يميزه  عن  غيره  من  الناس  في كل  شيء  يتفوق   فيه  .
ولذا  عليه  أن يوظف  تلك  الطاقات والقدرات والملكات والمواهب الجميلة  فيما   يعود  عليه  بالنفع  والفائدة   في الدنيا والآخرة  !
لكي   تكون   لحياتنا  ومشاريعنا وبرامجنا  معنى – وهذا  نأخذه  بتصرف  من  برنامج  المدرب الخبير  الدكتور   سليمان بن علي  العلي   لحياتي  معنى  –   ! علينا أن  نتبنى   :
أولاً:  منظومة  القيم  والمبادىء  التي تخصنا  نحن !  ونحن فقط  !  نعيش  ونحيا  لتحقيق  تلك القيم والمبادىء  والتحقق  منها  في عقولنا وقلوبنا  ونفوسنا وأعمالنا  ومشاريعنا وبرامجنا المختلفة والمتباينة.
ثانياً: منظمة الأخلاق والفضائل الحسنة الطيبة الجميلة والتي تصنع  وتؤطر  علاقتنا  مع  أنفسنا وأهلنا  وأصدقائنا وأصحابنا وطريقنا  وأسلوبنا   في  التعامل مع الناس الآخرين.
ثالثاً: أهداف محددة و قوية وطموحة ونافعة مع  النفس والأهل والأولاد والعمل ؛ وأن  نجدد  تقييمها  وتحديثها  ما  بين  فترة  وأخرى.
رابعاً:  خطة عملية تطبيقية  لتحقيق  تلك الأهداف والمقاصد السامية الجميلة،  وجعل الأحلام  والآمال والتصورات  والتطلعات  المستقبلية   على  الورق  واقعاً ملموساً ومشاهداً حقيقياً .
خامساً: المرونة  في التعامل والتفاعل  مع المتغيرات  الأحداث والوقائع الحياتية  الجارية  اليومية الجديدة .
سادساً: المتابعة  والمراقبة والمراجعة المستمرة  لأعمال وإنجازات  اليوم  والليلة  ،  وعدم  الإهمال والتقاعس  عن ذلك  مهما  كانت  الظروف والأحداث والتحديات.
سابعاً:  الإصرار  على تحقيق  الإنجازات والإبداعات  اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية  وتوثيقها.
على مستوى  الفرد  والأسرة  والعمل الدؤوب.
كالنمو  المهني في التخصص  ، والحصول على الشهادات العلمية  العليا   وغيرها  .
ثامناً: إظهار الفرح والسرور والسعادة والأمل والتفاؤل  مع كل عمل  وإنجاز  مهما  كان  صغيراً  أو بسيطاً  كما  يظن  بعضهم !  والنشر  للطاقات  الإيجابية والتفاؤلية  بهذا  أو  ذاك  الإنجاز  ، والشكر   والثناء  لله  تعالى   على  ذلك  .
تاسعاً: القبول والتعايش  مع  حياة التحديات والصعوبات والعقبات والمؤثرات   والضغوط   المختلفة  بعد  بذل  كآفة الجهود والطاقات والقدرات  للتخفيف  منها   أو  حلها ومعالجتها.
عاشراً:  الشكر  والحمد  الدائم والمستمر   لله  تعالى   على فضله وكرمه  وجوده  وتوفيقه  ورحمته  ، وما وهب وأعطى وأغنى  وأقنى  ؛ فهو  قد  وهبك  الوجود وتفضل عليك من النعم  الظاهرة والباطنة.
قال  شاعر  المهجر  الكبير إيّليّا أبو ماضي  :
هُوَ عِبءٌ عَلى الحَياةِ ثَقيلٌ
        مَن يَظُنُّ الحَياةَ عِبءً ثَقيلا
 وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ
    لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا
لَيسَ أَشقى مِمَّن يَرى العَيشَ
   مُرّاً ! وَيَظُنُّ اللَذاتِ فيهِ فُضولا
أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ
         كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا !

المستشار الأسري الدكتور

سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى