كُتاب الرأي

أين ذهبت خطوطنا الجميلة ؟؟

نعيمة البدراني

أين ذهبت خطوطنا الجميلة ؟؟

الخط مهارة وموهبة تنمو بالرعاية والتطوير
وتبذل بالإهمال والنسيان
الخط فن واتقان
رسم حروف لتصبح كلمة
والكلمات عبارة
والعبارة نص مكتوب
البعض يتقنه ويفقده آخرون
فن له أنواع برسم خاص وتفاصيل محددة ودقيقة تميز كل واحد عن الآخر حتى يصنف في فن النسخ والرقعة والثلث …. الخ
له تاريخ طويل معروف في كتب التاريخ وكتب حديثة تتناوله كتدريب وممارسة ولا مجال للسرد في ذلك
لأن الغاية من مقالتي هو عنوانها
أين الخط في حياتنا اليومية؟
وتواصلنا الاجتماعي؟
وفي مدارسنا الحديثة ؟
أين الخط الجميل؟أو المقروء على الإقل ؟
غاب عن رسائل الحب
وعن تواصل الأحبة والرفاق
وعن قائمة احتياجيات المنزل
وعن بطاقات الدعوة والشكر
وعن نوتة الهاتف
غاب عن الدفاتر
واستقر في أوراق مطبوعة
وفي ملاحظات الجوال
في برامج الخط الكيبوردية
اختيار للنوع والحجم واللون ثم ترتسم صفحات من الخط الرائع المنسق
لامهارة يد ولاتفنن عين
تصماميم جاهزة وقوالب مخصصة
أسئلتي هذه وأخرى تجمعت في ذاكرتي مذ اسبوعين
عندما انتهيت من منهجى وطلبت من طالباتي تقيييم المادة بعمل استبانة أو ملاحظات أو بطاقات
تركت الأمر متاح للطالبات ولكن شرطي أن تكتب بخط اليد والآن بعد أن أبدت إحداهن رأيها في إرسالها عبر الواتس أو التلقرام أو جلبها غدا بأوراق منسقة مطبوعة

تسرب الحزن لنفسي عندما بدأت باستلام العبارات المكتوبة

حقيقة لاخطوط جميلة
و لاخطوط مفهومة
و أخطاء إملائية كثيرة
إلا من ندر وهن قلة

وكل طالبة تدفع بالورقة لأخرى لتكون هي المُملية ولن تكتب

أين الخطوط الجميلة التي تنبض بالحياة
وتترجم المشاعر وتخرج بالعواطف للعين

أين ذهبت خطوطهم
وهل هي موجودة أصلاّ؟
هن لايكتبن
حتى في الفصول الدراسية
الواجبات إلكترونية والأبحاث مطبوعة
والوسائل مصممة بأحدث البرامج

وقت الاختبارتضليل لدائرة تحمل حرفا
ووضع علامة صح أو خطأ
واختيار بوضع خط
ورسم خط لكلمة
كلنا لانكتب
تركنا أقلامنا وأوراقنا
وعكفنا على الجوال والكيبورد
ننقر أصابعنا على مربعات خرساء
جردت عباراتنا من التفرد
ومسحت من حروفنا الحياة
كلمات متشابهة بذات الرسم
كما أفعل أنا الآن في كتابة كلماتي هذه
لو كتبتها بخط يدي أنا مضطرة لكتابتها أخرى لتظهر لكم

فهل قضت التكنولوجيا على الأوراق وأخذت في طريقها خطوطنا الجميلة؟؟

كاتبة رأي وخواطر وقصص

نعيمة محمد البدراني

كاتبة رأي و خواطر وقصص

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى