كُتاب الرأي

(أوس الخفاجي وتهديداته ضد سوريا الجديدة )

محمد سعد الربيعي

(أوس الخفاجي وتهديداته ضد سوريا الجديدة )

تطرقت في مقالات سابقة عن الدور العراقي الشيعي الخبيث ، وإرتباطه بملالي ايران ضد القيادة السورية الجديدة ، تنفيذاً للأوامر الايرانية التي تحتل هذه الدولة المليئة بعملاء فارس ، وثورتها المجوسية وتناغم الدورين الايراني والعراقي في الإضرار بالقيادة السورية الجديدة ، وذلك لإعتبارات كثيرة لعل أولها خشية نظام بغداد من إنتقال العدوى للأحرار العراقيين لطرد مجوس ايران من العراق وتحرير بغداد .

مايدور في الأفق هو الإستعجال الايراني ، المصاحب بالإرباك في كيفية البدء بتجهيزات إرهابية لنشر الفوضى في سوريا ، بل قلب نظامها الجديد ، وهي كما ذكرت سابقاً لن يهدأ لها بال مالم تنجح كل محاولاتها التي تستهدف دمشق الجديدة ، وإعادتها للحضن الايراني. المعلومات التي تظهر على السطح الآن هي محاولة إحياء النزعة الدرزية في سوريا ، وكذلك النصيرية العلوية ، والمسيحية ، وبشكل عام البحث عن ذيول تراهن عليها ايران من أجل توظيفها وتخدم سياستها في هذا الهدف وهو المتأمل لايران قريبا ، أوعلى الأقل في المنظور القريب من أجل إثارة الفوضى في سوريا ، وبعض مناطقها ذات التنوع والمكون المختلف عن المكون السني الكبير في سوريا ، الذي عانا معاناةً كبيرةً أثناء حكم الطاغية الاسد الذي أباد مئات الآف من هذا المكون الكبير السوري .

أقول أن نظام خامنئي في طهران تتشابك لديه الخطط الهمجية التي يحاول توظيفها ، والاستفادة مما يجهض ثورة سوريا الجديدة ، وبدأ كما أسلفت أعلاه بمحاولة اللعب على وتر المكونات السورية ، وإثارة النعرات بينها ، وتأجيجها ضد نظام دمشق الجديد ، بما في ذلك استخدام بعض عناصر النظام السابق لإبدأ عصيانهم على النظام الجديد ومقاومته ، وهو جزء صغير من مشروع كبير تحضر له ايران من أجل العودة لدمشق ! ومن ذلك مشروعها الكبير الذي تراهن عليه هو إعادة إحياء تنظيم القاعدة وداعش ، وربما خلق تنظيم هجيني جديد يتكون من هذين التنظيمين الإرهابيين ، ويحمل إسماً مغايراً إرهابياً ودعمه من قبل نظام طهران ، وضخ الدم في ذلك المولود السفاح الذي ستتولده طهران ، وتخرجه هجيناً إرهابياً يثير الفوضى في دمشق ، والمنطقة بشكل عام .

إذن ماقام به أوس الخفاجي ( قائد قوات ابو الفضل العباس) التابعة للحشد الشعبي الارهابي في بغداد مؤخراً ، والمتهم بإبادة السنة في العراق ، من فتح باب التطوع ، ومناداة الشباب ، وتحشيد الناس لتكوين جيش من المتطوعين للتوجه لتحرير المراقد الشيعية في سوريا !، هو أحد الوسائل والطرق التي ستمارسها ايران الان ، بل ستدفع بها للساحة كما ذكرت على وجه السرعة ، وذلك بإستخدام ذيولها في المنطقة من أجل تحقيق هدف ايران ، ورغبتها التي كُسرت ، بل هُزِمت في دمشق ، وسُحبت أذيال الهزيمة الايرانية النكراء في نهارٍ دمشقي مشمسٍ جميل .

ماقد يكون مستهجناً وغير مألوفاً هو السكوت الرسمي لبغداد ، لأوس الخفاجي ، وزُمر ايران الكثر في هذه الدولة المحتلة من طهران ، رغم مايدعيه السوداني رئيس وزراء حكومة طهران أسف ! حكومة بغداد من عدم التعدي على حكومة سوريا الجديدة ، وإقامة علاقة ود وإحترام ! بل وصل به الحد للاستعجال في محاولات عراقية لفتح سفارة لبغداد وممثليات دبلوماسية في سوريا ، وهي محاولة ستبؤ بالفشل ، خاصة بعد أن اتضحت الصورة للقيادة السورية الجديدة لما تخطط له ايران من بغداد ! وليس من طهران ؟ للتوجه لإجهاض الثورة السورية الجديدة، واتخاذ العراق وأرضه منطلقاً لتنفيذ العمليات الارهابية التي تخطط لها طهران ، تحت إدعاءات ومزاعم كاذبة ، حيث ليس في دمشق مراقدٍ شيعيةٍ إرهابية ، بل مآثرٍ لدولة أموية نشرت الاسلام لأصقاع العالم قاطبةً.

وفي سياقٍ آخر أيضاً وفي قمة التساؤلات المريبة هو الكيفية التي يستخدمها هذا النظام المجوسي المجرم في تحويل بغداد كمنطلق لعملياته الارهابية ، ويأتي السؤال في هذا الارتياب ، لماذا لاتكون طهران منطلقاً للنشاط الارهابي الايراني ، ولماذا تدير ايران حروبها بالوكالة وبأذنابها في المنطقة، وهل سيسكت العالم لايران بممارسة ذلك ، كما حدث في لبنان وتدميره على رؤوس حزبها هناك وقائده زميره ، وكذلك مايحدث في صنعاء وذيل خامنئي عبدالملك الحوثي ، والى متى سيستمر هذا السيناريو المقيت الذي تديره ايران أمام أنظار العالم دون أي وازعٍ أخلاقي ! ولماذا هذا الخنوع العراقي لمخططات ايران الارهابية ، واستخدام بغداد كرأس حربة كنظام الاسد المطرود ، واين شرفاء العراق من هذا الامتهان المجوسي الفارسي ، وماهي الإجراءات التي ستتخذها حكومة السوداني مع الارهابي أوس الخفاجي ذيل ايران في بغداد ، وهل سيتم إطلاق يده في تحشيد عملاء ايران ، وعناصرها ، وتجميعهم في العراق تمهيداً لغزو سوريا ! تساؤلات كثيرة ، وماينطبق على بغداد من هذه التساؤلات ينطبق على قيادة الشرعية في اليمن ، وحكومة ميقاتي في لبنان ، وفي مجملها الجواب يتمحور على سيطرة ايران على بغداد ، وهذه العواصم الأخرى ، وتَحكُمها في قيادتها العميلة التي لاتملك من أمرها شيء ، ومن المؤكد أن بغداد ستكون منطلقاً ، وساحةً لايران في هجومها على سوريا ، سواء كان ذلك عبر مليشياتها أومنظماتها الارهابية التي تتحكم بقياداتها في طهران ، وبالتالي فالموقف يحتاج إحاطةٍ سورية قوية ، وترتيب أولويات قد يكون أهمها عدم التعامل في هذه الفترة وسواها مع نظام بغداد ، وتطويق الحدود مع هذه الدولة المحتلة من مجوس ايران ، وتشديد إجراءاتها التي تصب في هذا الإتجاه ، وعلى أن تكون الدول العربية ، وبالتحديد التي تضررت من نظام الاسد ، وقيادته لدول المماتعة على أهبة الاستعداد في الوقوف مع دولة سوريا الجديدة ومساعدتها ، وتمكينها من الدفاع عن حدودها ، ومنع عودته ايران لها مهما كلف ذلك هذه الدول ،،،،

كاتب رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى