ابتسام عبدالعزيز الجبرين
أهمية تعلم علم النفس
تعلم علم النفس يُعتبر من أهم المواضيع التي يجب على الجميع دراستها في العصر الحديث ، ولو كان الأمر بيدي ، لجعلت تعلم علم النفس ضرورة ملحة لكل فرد في المجتمع ، وذلك لأثره الكبير في معالجة العديد من المشاكل التي تنشأ نتيجة عدم فهمنا للطبيعة النفسية والدوافع والردود الفعلية للأشخاص ،
فعلم النفس يساعد الفرد على فهم سلوكه وتفكيره بالإضافة إلى فهم دوافع وسلوك الآخرين مما ينتج عنه بناء علاقات صحية سليمة مع الآخرين وحل الكثير من المشاكل في المجتمع .
وأقرب مثال على فهم دوافع الآخرين وسلوكياتهم وردّات أفعالهم هو هذا المثال الذي يساعد على فهم كيفية عمل علم النفس في الظاهر والباطن :
مثال : رجل يمر بامرأتين ، وهو يرغب في الاستفسار عن شيء ما ، فهو لا شعورياً ، سيتحدث مع المرأة الأقل جمالاً ، بدلاً من التحدث إلى المرأة الجميلة ، حيث أن ردة فعله اللاإرادية ستكون بتوجيه سؤاله إلى المرأة الأقل جمالاً .
هذا السلوك يبدو في الظاهر لا مبالاة وعدم اهتمام بالمرأة الجميلة ، لكنه في الواقع ، يعكس اهتمامه الشديد بها .
وهذا السلوك يُسمى “التكتم العاطفي” أو “الاستراتيجية الدفاعية”، حيث يخفي الفرد مشاعره الحقيقية خوفًا من أمر ما .
و قياساً على ذلك فقد تم التنويه على ضرورة تعلم علم النفس ، ليساعد الأفراد على حل الكثير من المشكلات مع مجتمعاتهم .
والآن إليكم بعض الأسباب التي تجعل من تعلم علم النفس أمراً ضرورياً :
أولها : فهم الذات ، فعلم النفس يساعد على فهم الشخصية والقيم والميول الفردية .
وثانيها : التعرف على العواطف حيث يتيح علم النفس الفهم العميق للعواطف والتحكم فيها .
وثالثها : فهم الآخرين ، فهو يساعد على فهم سلوك وتفكير الآخرين ، والتعامل مع الصراعات بشكل سليم و حل النزاعات بطريقة بناءة .
ورابعها: التحكم في السلوك، فهو يساعد على تحديد الأهداف وتطوير الاستراتيجيات لتحقيقها.
وخامسها وهو الأهم : بناء العلاقات والتواصل الفعال، حيث أن علم النفس يطور مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين .
ومن الأهمية بمكان أن نذكر أنه مما زاد علم النفس أهمية ، هو شموله لجميع سلوك الأفراد والمجتمعات ، ومن ثم التكيف معها ومع الضغوطات وكيفية التعامل معها بسلام ، والتعافي من الصدمات النفسية.
وفي الختام لابد من التأكيد على ضرورة تعلم علم النفس لكل فرد في المجتمع لأنه يفتح أبواباً جديدة لفهم الذات والآخرين ، مما يساعد على تحسين العلاقات وبناء مجتمع أكثر توازناً وانسجاماً ، كما أنه يشجع على التطور الشخصي والاجتماعي، ويؤدي إلى تحسين الجودة العامة للحياة وندرة الصراعات .
نائبة رئيس التحرير
استاذه ابتسام مقال رائع وأتفق معك تمامًا، فتعلُّم علم النفس ليس مجرد رفاهية، بل هو أداة ضرورية لفهم الذات والآخرين بشكل أعمق. في عالمنا اليوم، حيث تتزايد التحديات الاجتماعية والنفسية، يصبح الوعي النفسي عنصرًا أساسيًا لبناء مجتمع أكثر توازنًا وتفاهمًا. فكلما زاد فهمنا لدوافعنا وسلوكياتنا وسلوكيات من حولنا، قلّت النزاعات وسادت لغة الحوار بدلًا من سوء الفهم والعداء. ربما لو تم إدراج علم النفس في المناهج الدراسية منذ الصغر، لرأينا مجتمعًا أكثر وعيًا بذاته وبمشاعره، مما ينعكس إيجابيًا على العلاقات الأسرية والاجتماعية والعملية
كاتب الصحيفة المبدع الأستاذ معلا
لقد أسعدني كثيرا تعليقك وإضافتك الجميلة والتي زادت المقالة ألقاً ، وأشكرك على هذه الكلمات الجميلة والمشاعر الطبية ،
وقد شرفتني بمرورك العطر على مقالتي 🌹