كُتاب الرأي

أنفاس الطيور

هناك فئات من البشر تشابه الطيور في جمالها ، وتناسق ألوانها، تجتمع فيهم الرقة والعذوبة وفوق هذا كله الإبداع.
إنّ رقتها ، وعذوبتها عنوان صارخ لما يتمتعون به من جماليات داخلية ، ومن شدة ما بها من جمال ورقة، تبكي من أي شيء، وتضحك من أقل شيء،تسامح وتصفح وتعذر ، وتتقبل ، وتساعد ، وتتعاطف ، وتنتج أفكارًا كالعسل ، وتقدم أشهى الأطباق الفكرية ، هذه الكائنات الرقيقة تعيش بيننا، على صورة مواهب ، ليس لهم في هذه الدنيا إلا أدمغتهم وأقلامهم ، لا يعرفون التعامل مع غيرها ، هي سلاحهم ، وآمالهم وأمنياتهم،أقصى طموحاتهم أن يعيش الكون في تعلم مستمر، طموحاتهم أن يحيا الكل في سلام وأمان واستقرار حتى يتفرغوا هم لتحقيق أحلام الجميع.
إنهم رسل سلام، وأغصان خضراء، مليئة بالأوراق، أغصان ممتلئة بالثمار.
لو قدّر لنا العناية بهم ، ربما يفرشوا الأرض حريرًا، فنجد الإبداع تحول إلى ابتكار، والموهبة تحولت إلى شيء ملموس.
ما الذي يمنعنا من دعمهم؟
لماذا لا يتحول هؤلاء من خانة الصفرية ، إلى خانة المئوية؟
هم يملكون الإمكانات قبل الشهادات، تبحر أفكارهم بمفردها، لا ذنب لهم إلا أن الله وضع فيهم خصال نادرة ، يتفردون بها عن غيرهم، هكذا قدرهم، هكذا خلقهم الله ، لا ذنب لهم فيما امتلكوا من متفردات.
هذا كل ما في الأمر!
خصال ومزايا نادرة للغاية ، تشابه قطع الذهب في وادي مليء بالحجارة، يأتي إليه الباحثون عن الثراء من كل مكان ، ينقبون عنه باستمرار حتى يستثمروا مستقبلهم فيه، ويضمنون معه حياة راغدة، وعيش رغيد.
لكن !!
أين الباحثون عن الذهب؟
أين هي أدواتهم؟
ياترى !! لا يوجد مع المكتشفين أدوات؟
أم أنها أدوات قديمة لا توازي حجم ومكانة هذا المعدن النفيس!!
ختامًا/ المواهب طيور مهاجرة ، قد تجدها اليوم ، وربما تتفتش عنها غدًا ولا تلقاها.
أخيرًا/ المواهب معدن نفيس غال ثمنه ، ولكن يحتاج إلى من يبذل الجهد وراء الجهد حتى يتحصل عليه.
آخرًا/ استثمروا المواهب، ولا تستثمروا فيها.
انتهى

علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي.

علي بن عيضة المالكي

كاتب رأي وإعلامي

‫9 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى