أندية المدينة بين التراجع والطموح: أين الخلل؟
سويعد الصبحي
واقع أندية المدينة المنورة بين التراجع والطموح: أين الخلل؟
تُعد المدينة المنورة من أبرز المدن التي تمتلك تاريخًا رياضيًا حافلًا خاصة مع وجود ناديي أحد والأنصار اللذين يعتبران من أعرق الأندية السعودية. ومع ذلك نشهد في السنوات الأخيرة تراجعًا واضحًا في أداء هذه الأندية بينما يظهر نادي العلا حديث العهد كقوة صاعدة تحظى باهتمام ودعم كبيرين.
هذا التباين يثير تساؤلات عديدة حول أسباب تراجع أندية المدينة المنورة في الدرجات الأولى والثانية وما الذي يميز الأندية الناشئة عن الأندية العريقة.
رغم التاريخ العريق لناديي أحد والأنصار، إلا أن هناك عوامل متعددة ساهمت في تراجع مستواهما، ومن أبرزها:
1️⃣ الإدارة والتخطيط: تعاني الأندية العريقة في المدينة المنورة من ضعف في التخطيط الإداري، مما يؤدي إلى غياب الاستراتيجيات الفعالة في تطوير الفرق وتحقيق الاستقرار المالي.
2️⃣ قلة الدعم والاستثمار: في ظل توجه رؤوس الأموال والداعمين نحو أندية أخرى تعاني أندية المدينة من نقص في الموارد المالية ما يؤثر على جودة التعاقدات والبرامج التدريبية.
3️⃣ ضعف الفئات السنية: النجاح يبدأ من القاعدة لكن ضعف الأكاديميات والاهتمام بالفئات السنية أدى إلى تراجع مستوى الفرق الأول في المنافسات الرسمية.
4️⃣ قلة الاهتمام الإعلامي والجماهيري: مقارنة بأندية المناطق الأخرى تعاني أندية المدينة من ضعف التغطية الإعلامية والدعم الجماهيري مما يؤثر على معنويات اللاعبين والاستثمارات الرياضية.
في المقابل نشهد اهتمامًا كبيرًا بتطوير نادي العلا والذي بدأ يلفت الأنظار بفضل عدة عوامل منها:
✅ الإدارة الفعالة: وجود إدارة تسعى لتطوير النادي وفق رؤية واضحة مع تخطيط رياضي واستثماري حديث.
✅ الدعم الحكومي والمجتمعي: تلقي النادي اهتمامًا كبيرًا مما ساعده على استقطاب الكفاءات وتطوير بنيته التحتية.
✅ الطموح والانطلاقة القوية: استفاد النادي من دروس الأندية الأخرى وركز على تطوير المواهب والبرامج التدريبية بشكل منهجي.
لإعادة أندية المدينة المنورة إلى مكانتها الطبيعية لا بد من اتخاذ خطوات جادة تشمل:
🔹 إصلاح إداري شامل لضمان وجود إدارة محترفة تعمل على وضع استراتيجيات طويلة المدى.
🔹 تعزيز الاستثمار والدعم المالي من خلال الشراكات مع القطاع الخاص وجذب المستثمرين.
🔹 الاهتمام بالفئات السنية وإنشاء أكاديميات رياضية قادرة على إنتاج لاعبين مميزين.
🔹 تنشيط الحضور الجماهيري والإعلامي لدعم الأندية وزيادة التفاعل المجتمعي مع فرق المدينة.
يبقى السؤال الأهم:
إلى متى يستمر هذا التراجع؟ وأين دور المسؤولين والمهتمين برياضة المدينة المنورة في انتشال أنديتها العريقة من هذا الواقع؟ الحلول ممكنة لكن تحتاج إلى إرادة جادة وعمل مستمر للنهوض برياضة المدينة وجعلها تنافس على أعلى المستويات.
كاتب رأي وإعلامي رياضي

