أنتِ موهوبة

نعيمة البدراني
الموهبة نعمة ،أنعم الله بها على فئه من خلقه والمحظوظ من يدركها
ويجد من يقف معه يشجعه ويحفزه ويدعمه .
أمتلكتُ ُموهبة الكتابة منذ الطفولة ، وللأسف لم يلتفت لها أحد ، ولم أشعر يوما أنها موهبة .
قلمي هو المنقذ لمن يرغب بالتعبير , كنت أكتب موضوع التعبير لأخواتي ضمن واجبات المدرسة ، كانت هذة تشكل معضلة كبرى لهن،فهو ليس مسألة تُحل ، ولا عبارة تُنسخ
قلمي ، وعقلي ،بمزيج من العاطفة ، والخيال جنود أكفّاء لكتابة صفحة أو اثنتان مميزة.
أذكر في اختبار الثانوية العامة، في يوم اختبار التعبير ، كتبت موضوعا عن (المدينة) أكتب وزميلاتي يُسلّمن الأوراق فأسترق النظر كم من الأسطر كتبن حتى ينتهين بسرعة!!
. خلت القاعة من الجميع إلاّ أنا ، شعرتُ أن تأخري في تسليم الورقة نال إعجاب المراقبات كانت إحدهما تبتسم للأخرى ولكن الآن بخبرة المعلمة أظن أنهما انزعجتا من تأخري ربما تجاوزت نصف الوقت ولم انتهي، كتبتُ أربع ورقات لم أسمع كلمة إعجاب تضاهي الآن ( انتِ موهوبة)
في المدرسة لم أجد معلمة تثني على موضوع كتبته علامه صح كبيرة بالقلم الاحمر وشوهد ثم نظرة حزينةمني لم ينتبه لها أحد..
كنتُ دائما أخبر عن رغبتي في أن أكون صحافية ،
ولم أثير اهتمام أحد.
أحدهم غضب لموضوع نشر في صحيفة مدرسيّة ، انظري ماذا كتبتْ زميلاتك وماذا كتبت ِ أنتِ؟!
كانت مقالة (رسالة إلى الحياة)
بينما كانت بقية الموضوعات (هل تعلم) ؟ وألغاز!
وما شابه لا أقلل من نوع ماكتب ولكن
كنتُ أكتب بشكل مختلف فيه كثير من عاطفتي وكان هذا ممنوع.
و أصبحت معلمة و منهج الإنشاء من نصيبي ،ولي حرية اختيار الموضوعات ، فتوجهت بطالباتي للتأمل في الذات في موضوعات مثل يوم لا أنساه ، وأمنيتي …
كنتُ أقرأ هذه الموضوعات الشيّقة ، حتى جاءيوم زيارة من إحدى الأمهات تشكو اختياري للموضوعات الصعبة كما تقول ، ووجدت نقدا من زميلتي المعلمة تقول : تعجبتُ من عنوان درسك هن لايعرفن الكتابة في هذه الموضوعات العميقة.
كنتُ ومازلت أبحث عن أي موهبة أدبيَة ألمسها منهن في القراءة، وفي التعبير ، والحوار والمشاركة
وأتفاجأ دائما بأن كثيرات لايعلمن أن هذه موهبة.
ولم تسمع ( أنت ِموهوبة) لاتعلم أن قراءتها جميلة وأن صوتها مشبع بتنغيم رائع، وأنها أجادت في الإلقاء.
البعض يتعامل مع المواهب بأنها مناهج تعليمية، وواجبات دراسية. وأنشطة صفيه تستحق عليها الدرجة المكتملة ، لمَ تتوقف المواهب ؟؟
بانتهاء المرحلة الدراسيّة وتغلق عليها بوابة المدرسة.
صغيرات لديهن بذور التأليف والإبداع القصصي .
كتبت ْقصة رائعة ورغبتُ أن تشارك فيها في مسابقة ثقافية ضمن النشاط اللاصفي ، وكان يتوجب أن نذهب سويا للمشاركة والإلقاء ، اخبرتني أن والداها يرفض ذلك ، وأخرى حذفت اسمها من المشاركة في مسرحية لأن والداها يرفض المشاركة خارج المدرسة . علما بان المشاركة في مدرسة أخرى تميزت بوجود المسرح
هذه أمثلة لمن لم يهتم بمعنى( أنتِ موهوبة)
الموهبة التي لاتجد من ياخذها إلى النور
تظل حبيسة المكان والزمان وتموت ، ويتحمل ذنبها من حبس عنها الضوء .
كاتبة ومؤلفة وقاصة
حقا أنت موهوبة👏👏👏
ها أنا قلتها لك الآن ، وسمعتيها مني ، أنت موهوبة وبجدارة ، والآن أنت في مصاف أعضاء مواهب الثقافة👏👏👏
ياهلا وغلا ابتسام
والله انتِ أكبر داعم للموهبة
ومجتمعنا يشهد على جهدك وتفانيك
لكِ كل الشكر هنا وفي كل مكان تتواجدين فيه🌹