خواطر

أنا ومرآتي

خديجة أحمد العماري

أنا ومرآتي

عندما يكون الكتاب صديقًا، والقلم رفيقًا والليل خليلًا، فماذا عساها أن تكون المرآه؟ ذلك الجماد بأحاسيس روح، عندما تنظر إليها فتجد ذلك الشخص الذي ينظر إليك، ويصغي بكل أحاسيسه ومشاعره، ولا ينصرف إلا إذا انصرفت،
لذة الحديث إليها تفوق الحديث إلى أقرب صديق، فما سر ذلك؟

عندما تنظر إلى المرآة فأنت لا تتحدث إلى صورة، أنت تتحدث إلى أعماق روحك، إلى ذاتك الهاربة من مواجهتك، عندما تتحدث إليها؛ فأنت تستخرج مشاعرك الكامنة، خيباتك، حقيقتك، فتجسدها في صورة صديق ناصح، ورفيق حنون، لا تخاف منه كشف سرّ، ولا خيانة عهد، تحاوره، تناقشه، تعاتبه، تلين معه تارة، وتقسو عليه تارة أخرى، تلملم معه أشتاتك المتناثرة، وتعيد ترتيب ما مضى من حياتك، عندها تعمّ الراحة، وترفع راية الرضا، وتنال جادة الصواب؛ فتصفو روحك، ويقوى قلبك، وتضع الأغلال عن قدميك؛ لتواصل السير إلى ما تصبو إليه.

كاتبة وشاعرة

خديجة أحمد العماري

شاعرة وكاتبة رأي

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى