أنا ضد ثقافة الشاعر !

أنا ضد ثقافة الشاعر !
الكثير من النقاد وهواة الشعر يلومون الشعراء على قلة البحث عن المفردات الجديدة ، والمعلومات الحديثة والاحتكاك بالثقافات الأخرى لصقل الموهبة وزيادة المخزون اللغوي لديهم وذلك لزيادة إنتاجهم ونوعيته بزعمهم.
والحقيقة أن الشاعر الشعبي لا يحتاج لثقافة أخرى غير ثقافته، إن المخزون الثقافي المتراكم داخله يكفي لخلق ابداع منقطع النظير ، فالشعر الشعبي يعتمد على لغة الشعب وعاداتهم وتقاليدهم ، ونظرتهم للحياة وتجاربهم الخاصة ، وإن أدخل الشاعر ثقافة أخرى فسوف يتخلى عن فكره وفكر أجداده ، ويدفن الفكر والإبداع الكامن داخله .
ثقافتك الخاصة ولغتك الخاصة كفيلة على أن تنبت الإبداع بكافة ألوان زهوره ، ولكن تعلم كيف تصنف هذه الزهور ، وبالتأكيد أنت بالفطرة وما تمتلك من موهبة قادر على ذلك
يقول الشاعر عبدالعزيز فلاح الخمشي:
ضاقت على وسع المشاريه الآفاق
واستمطرت غيث الجفاف السواقي
لاحظ المفردات (المشاريه) (الآفاق)(استمطرت) (غيث) (الجفاف)(السواقي)
إلى أن قال ؛-
لا النوم يردع طارش الهم لا واق
ولا السهر يبري صويب الفراقي
،وش حيلة القلب المعنى ليا تاق
وش السواة بلهفة ما تطاقي
(يردع ، طارش، واق ، صويب ، تاق، )
ويقول في قصيدة أخرى :
جمعت من الحطب عودين سمر وفوقهنّ أرطاه
وعتيم الليل حولي من ضواهن صابته نيرة
وتدفق من تحت لاظي سناها كالشفق حلياه
يطيب المشتحن لا شافها ويفك أزاريره.
لو تأملنا المفردات والأفكار الحزئية لكل بيت لما خرجنا عن أحاديثنا اليومية وثقافتنا المحلية الأصيلة ، ولكن الشاعر هنا عرف كيف يصفف الزهور ويرسم منها لوحة إبداعية ، أراها في نظري من أروع ما قرات.
نحن لا نبحث عن شاعر مثقف ، لينقل لنا ثقافة مستوردة ونحن نمتلك ثقافة نادرة لا تشبه أي ثقافة أخرى.
الكاتب محمد سعيد المرواني.