كُتاب الرأي

نعمة ” الذرية” والنعم المهدرة

نعمة ” الذرية” والنعم المهدرة

عبدالعليم مبارك

يقال إن الشخص لا يمكن أن يدرك القيمة الحقيقية النعمة الا بفقدانها.
من بين الاختلافات بين جموع الناس أن من يملك نعمة الأبوة أو الأمومة ومنهم من يبحث عن هذه النعمة و قد دفع كل ما يملك فقط من أجل أن يكن له ولد يخلفه و يملئ عليه حياته و بيته و يكون سنده في الدنيا و يدعو له بعد وفاته.
الحمد لله على كل حال ، لله ما اعطى ولله ما اخذ سبحانه وتعالى لا يمكن أن يمنع الرزق عن عبده الا وعوضه خير و اكثر مما يتوقع.
 لو نظرنا للأمر من زاوية أخرى لوجدنا أن الموضوع قد يكن فيه طرف آخر مستفيد حيث أننا نجد أن الكثير من الأشخاص الذين لا ينجبون من أكثر الأشخاص الذين يتكفلون بمن لايعرف من أبواه و هم الفئة الاكثر حاجة لأسرة تحميهم من شر الشوارع وتعوضهم عن اهلهم الذين تخلو عنهم أثناء الولادة خوفا من الفقر أو خوفا من الفضائح بالنسبة لمن انجبوا ابناء غير شرعيين.
هناك  فئة من الأشخاص من زرع الله في قلوبهم الرحمة و المحبة، تجدهم احرص ما يكون على أبناءهم رغم أنهم ليسوا من أصلابهم ، ونجد في الطرف المقابل وجود أشخاص ينهكون فقط لكي يستطيعوا التكفل بابن واحد لكن بعد كل هذا التعب تراه يمارس عليه أشد أنواع العنف قولا وفعلا و يتنمر عليه لأنه ابن غير شرعي وكأنه هو المذنب وهو من اختار أن يكون كذلك.
بطبيعة الحال لا يمكن أن ننسى وجود أشخاص ممن يستغلون هذه الحالة وهي أنهم لا يستطيعون للانجاب في أن يجعلوا منها مصدر لاستعطاف الناس و جلب الدعم لهم؛ حيث انك تتلقى منهم ابشع الأساليب و لو علقت و نطقت دفاعا عن نفسك أو غيرك جعلوك الظالم العدو الذي يستغل نفوذه و يتقوى بوجود أبناءه أو اخوانه لكي يسلب منهم حقوقهم لانه يعلم أنهم لا يملكون أبناء تدافع عنهم و ترجع لهم حقهم، هؤلاء من المريضة نفوسهم نسأل الله لهم العافية وان يبعدنا عنهم.
نود أن نقول في الختام لا تقنطوا من رحمة الله ولا تحكم عن الأمور من ظاهرها قد يمنع الله نعمة عن عبده ليراه يتقرب منه بالدعاء و الطاعة و كلها لمصلحته واعلم جيدا أن الله سيعوضك حتما باكثر مما تتمنى و اكبر مما تتوقع فاصبر واحتسب ، أما الناس التي تملك نعمة الأبوة و الأمومة وتتخلى عن ابناءها بدون سبب فلا يمكننا القول الا انكم ستندمون على فعلتكم هناك من يتمنى ما انتم فيه من نعمة .

كاتب رأي – مصر

عبدالعليم مبارك

أديب وكاتب رأي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى