(تشييع جنازة بعلبك)

محمد سعد الربيعي
(تشييع جنازة بعلبك)
سيتم هذا اليوم الاحد 23 فبراير من عام 2025م تشييع جنازة بعلبك نصر اللات الذي أوغل في الدم السني، في كل الدول العربية والاسلامية، منذ أن تم تعميده بمدينة قم الإيرانية في الثمانينات الميلادية من القرن الماضي، عندما كان أحد عناصر حركة أمل الشيعية التي يقودها ولازال نبيه بري الذي أتى بعد حسين الحسيني.
بالطبع بعد أن تعميده من آيات ايران، وتم تكليفه مباشرة بالعمالة المخزية لنظام طهران، عاد موشحاً بمجوسية اختلفت عن تشيعه السابق بحركة أمل، وقام حينذاك بفتح جبهة مع حركته الاساسية (امل) التي إنشق عنها، وانتمى لما يسمى بحزب اللات، وقاتل الحركة حتى أن قوي عود الحزب الذي تأسس كخلية استخبارية في عام 1982م تعود لطهران، ورأسه (الحزب) في بادي الامر الشيخ حسين فضل الله، ثم الشيخ صبحي الطفيلي، ثم عباس موسوي الذي لقي حتفه على إثر عملية استهداف اسرائيلية في بداية التسعينات الميلادية.
تولى نصر اللات قيادة الحزب في عام 1992، بعد هلاك امينه عباس كما اشرت في عملية استهداف اسرائيلية، وقد تجذرت علاقة الحزب بإيران منذ أن تسنم هذا العميل النافق بنظام طهران، حيث بدأ بالتوسع جنوباً في دولة لبنان، وتم شراء ضمائر السواد الأعظم من قادة هذه الدولة تحت ذريعة مواجهة اسرائيل كذباً وخداعا! حتى أن وصل الأمر لنبيه بري، الذي كان يعد العدو اللدود لنصر اللات، حيث أصبح بري الذيل الكبير في لبنان لايران، وكان بمثابة الغطاء السياسي لنصر اللات حتى أن كبر وسيطر على كل مقاليد الامور في الجمهورية اللبنانية التي كان يتبجح ويصفها بأنها جزء من الجمهورية الاسلامية في ايران! اضافة لسيطرتهما (الثنائي الشيعي) على الثلث المعطل في الدولة التي أصبحت تقاد من الهالك نصر اللات في ظل ضعف وخنوع من كل قادة لبنان الذين أصبحوا يتحسسوا على رقابهم خشية استهدافهم بالاغتيالات التي عمت هذه الجمهورية الصغيرة والتي أصبحت تعيش تحت ظل عملاء ايران من نصر اللات الى نبيه بري الى كل المكون الشيعي الذي قويت شوكته في لبنان!
يشيع مع هذا العميل هذا اليوم هاشم صفي الدين، وهذا عميل كبير آخر، كان أحد عناصر خلية الرضوان التي كان يقودها الهالك العميل الارهابي عماد مغنية، الذي كان له دور كبير في استهداف المارنيز في لبنان، وكان المذكور هاشم هو أحد العناصر المنفذين لتلك العملية، كما كان لهذه الخلية علاقة مباشرة بإستهداف موكب امير الكويت في الثمانينات الميلادية، وأعقبتها ايضاً بعد عامين بإختطاف الطائرة الكويتية الجابرية، في محاولة لاطلاق سراح موقوفي القضية الاولى.
هم هكذا هذين العنصرين القذرين كان لهما دور إرهابي بإمتياز، وقد ولغا في الدم السني العربي في لبنان بدايةً ثم في سوريا واليمن والعراق، وكل مكان تواجد فيه عناصر هذا الحزب الذي يعد ولا يزال كأداةٍ لايران ونظامها المجوسي.
ما أود الذهاب له في هذه العجالة من المقال الذي اختصرته عن دور عميل ايران المجوسي نصر اللات هو تساؤل كبير عن دور حكومة لبنان الجديدة في منح كل هذه الفرصة لأذيال ايران بالقدوم لبيروت من أجل المشاركة في تشييع جنازة هذا العميل التي كذبوا فيها على كل المشاركين بالوصول لها من أعماق انفاق الحزب التي تم استهدافها، هو وصاحبه الارهابي الاخر هاشم صاحب التاريخ الدموي في قتل السنة كما أشرت في سوريا ولبنان والعراق، أقول أن حكومة لبنان تعد في نظر كل أولئك الحضور حكومة ضعيفة، ويرون أنهم فرضوا عليها فرضاً الزامياً بالقوة في تنفيذ هذه المناسبة الكاذبة المزعومة.
وكنتيجة لهذا التشييع فسيتم من خلالها إعادة بناء قوة الحزب، وفرض ارادته على حكومة لبنان الجديدة التي لم تفصح عن توجهها حول كيفية التعامل مع هذا السرطان الوبائي في لبنان! ناهيك أيضاً ان لهذا التواجد (المشيعين) القدرة في ارسال رسائل لعناصر الحزب في بيروت، وايصال دعم مالي ايضاً في حين ان الحكومة الجديدة حاولت منع دعم ايران للحزب من خلال حظر نزول بعض الطائرات الايرانية لمطار الحريري المسيطر عليه للاسف من الحزب!
هناك أيضاً تساؤل عن الدول التي ذهب بعض مؤيدي هذا الحزب للمشاركة في التشييع، وخاصة دول الخليج، وهل سيمر ذلك مرور الكرام، دون أن تأخذ هذه الدول اجراءات تلجم هذه العناصر، وتتأكد من سلامة وضعها في دولها حتى ولو كانو من جنسيتها، بالطبع هذا ينطبق على سوريا الجارة للبنان، ومعرفة عما اذا شارك أحد من مواطنيها هذا التشييع المزيف!
أما ما يتعلق بالعراق فهو للاسف ساحة ايرانية محضة، وليس هناك دور للدولة الشيعية المسيطرة على حكم بغداد فهي برمتها ذيل كبير لايران! بقي تساؤلنا عن حال شرعية اليمن التي لفت نظر كل المسئولين الاعداد الهائلة المشاركة من اليمنيين، ومقدار الدعم الذي منحوه لحزب اللات في هذا التشييع، وماهي الاجراءات التي قد تسجلها هذه الحكومة (الشرعية) المتوانية عن مواجهة الحوثيين، واعادة صنعاء لحضنها العربي! وتماهي اصلاحها ومؤتمرها كدولة عميقة مع مكونها الزيدي الذي لاتريد الفكاك منه، ولاترى ضيراً في أن يحكمها الحوثي طالما هو زيدي ومن الهضبة!