كُتاب الرأي

أمانة الحضارم وعلاقتهم بالسعوديين

أمانة الحضارم وعلاقتهم بالسعوديين

جابر عبدالله الجريدي

حضرموت.. هي أرض تقع في شبه الجزيرة العربية، يحدها من الشمال المملكة العربية السعودية وخاصة أرضُ نجد ، ومن الجنوب البحر العربي والمحيط الهندي،ومن الشرق سلطنة عمان، ومن الغرب أرضُ سبأ واليمن، ولو تمعنت في ثقافتهم وهويتهم لوجدت الترابط الواضح بالثقافة النجدية والحجازية،وهي لها هوية مستقلة لها شأنٌ عظيم.

أمانةُ الحضارم.. أشتهر الإنسان الحضرمي بخلق الأمانة في المجتمعات العربية والإسلامية، الأمانة لها شأنٌ كبير وأمرٌ عظيم في الشريعة الإسلامية بل هي من أوثق صفات المؤمن وأكثر صفة صعبة على المنافقين كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (… وإذا أُئتمن خان …) ، كما وصفت قريش قبل البعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين، هكذا وصفت المجتمعات الإسلامية والعربية الحضارم بأنهم أهل صدقٍ وأمانة يوثق بهم فلن تجد حضرمياً خائناً إلا من شذ كما قال بعضهم.

ما قلته سابقاً ليس تعالياً على اي مجتمع، ولا تبختراً على إخواننا كلا والله، بل إنني لم أقل الا ما وصفته تلك المجتمعات هذا الإنسان المتواضع، وهذه أمانة على كل حضرمي بأن يعهد ان يحفظ ما كان عليه الأجداد، الأمانة عبئ ثقيل لا يقدر عليها إلا الرجال بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

علاقة الحضارم بالسعوديين.. إن كنت اريد أصف لكم علاقة الحضارم والسعوديين في مقال فصفوني بالمجنون الأحمق، هي علاقة أهل وأحباب وإخوة ولن أكون كاذباً مدلساً إن قلت إن أقرب الشعوب إلى أهل حضرموت هم أهل السعودية، فهي تشابه كثيراً علاقة المهاجرين بالأنصار، فعندما قست الحياة على أجدادنا في أرضهم كان أول من استقبلهم هم الأهل السعودين، نقول لهم أهلاً لأنهم أهل بالأخوة والمحبة والتقارب، وكان الإنسان الحضرمي متفاعلاً مع القضايا التي تخص أهلهم وإخوانهم السعوديين، وساهموا في كثير من المشاريع الخيرية في السعودية وذلك دليل العمق الأخوي والترابط التاريخي بين السعوديين والحضارم كـ “علاقة المهاجرين بالأنصار”.

مما شدَّني بأن أكتب هذه الكلمات هو مشاهدتي لمقطع فيديو مقتص من أحد حلقات برنامج سعودي وأسرد لكم ذلك :
كان هناك رجل سعودي في حاجةٍ ماسة للمال ووجد خاتماً له مناسباً لأن يبيعه لكي يحصل على المال ليقضي به حاجته، ذهب به إلى محل مجوهرات ليبيعه، لما دخل الرجل وعرض على العامل ان يثمنه، قام بفحصه العامل وقال لصاحبه لا استطيع تثمينه لك، قال له ليش طيب، قال لو بعنا هذا الدكان لما أستطعنا أن نأتي بقيمة الخاتم، قال له ليش؟ قال لان هذا الخاتم قطعة نادرة وسيأتي بقيمة ثمينة جداً، نظر هذا الرجل بتعجب للعامل يحمل داخل نفسه كمية كبيرة من التساؤلات! اي رجل هذا وأي أمانة يتحلى به، فقال له خلاص طيب وذهب قليلاً ثم عاد اليه قائلاً: كان يمكنك أن تحتال علي وتشتريه بسعر رخيص ليش مافعلت الشي ذا وانته عارف اننا محتاج ولا أعرف قيمة هذا الخاتم الحقيقية! فقال له العامل الحضرمي هذه أمانة وهذا واجب علي ولا يمكنني فعل غير ذلك.
كانت هذه لمحة بسيطة جسَّدها برنامج سعودي عن صورة الحضارم المعروفة في جميع أقطار الكرة الأرضية، ولأن السعوديين من أكثر الناس قرباً وإحتكاكاً بالحضارم فهي علاقة أخوة وأهل كـ “علاقة المهاجرين بالأنصار”.

كان هذا المقال كرد الوفاء بالوفاء، ودائماً فإن طباع الأخ تجاه أخيه تتسم بالوفاء وتقدير المعروف وحفظ حق الأخوَّة، صحيح ان برنامجهم أكثر أنتشاراً وأكثر تجسيداً للمشاعر والواقع، ولكنني أتمنى أن تلقى رسالتي رواجاً لم يُشاهد له نظير قبله عن علاقة أبناء حضرموت وإخوانهم في المملكة العربية السعودية، لكم التحية الطيبة وبكم نفخر أمام العالم بأن لنا إخواناً مثلكم، “أنتم نحنُ ونحنُ أنتم”.

كاتب رأي – اليمن 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى