أغنية النار والثلج – الجزء الثاني: تاريخ ما قبل العرش الحديدي

وليد قادري
أغنية النار والثلج – الجزء الثاني:
تاريخ ما قبل العرش الحديدي
نبدأ هذه الرحلة في العصر الأول قبل 13 ألف سنة من الأحداث الحالية في رواية أغنية النار والثلج أو ما يعرف بالمسلسل الشهير لعبة العروش وتنقسم إلى عدة عصور..
في العصر الأول والمسمى بعصر الغسق يحكى أن أطفال الغابة كانوا أول سكان قارة ويستروس وهم مخلوقات شبيهة للبشر ولكنهم اكتسبوا طبائع الحيوانات ويستطيعون التحكم بها، سميوا بالأطفال لقصر قامتهم وأشكالهم الطفولية ونسبوا للغابة لأنهم كانوا يعبدون آلهة الغابة كالنبع والصخر والشجر قبل ألف سنة من حضور الرجال الأوائل إلى القارة، ولأن سمعهم خارق ويتحكمون بالحيوانات ولقوة رؤاهم التنبؤية كذلك فإنهم أكسبوها لاحقاً لمجموعة من البشر ممن يُعرفون بالمتنبؤون الخُضر ويُعتقد أن أولئك هم أول من حفر أوجه الآلهة على الأشجار..
قبل 12 ألف سنة من ثورة باراثيون وبقية العائلات على آل تارغاريان، وصل الرجال الأوائل لقارة ويستروس يحملون معهم الأسلحة البرونزية والدروع الجلدية والخيول عن طريق ذراع دورن في الجنوب – وهي أرض تصل قارتي ويستروس وإيسوس ببعضها، وقد دمر هذا الذراع لاحقا عن طريق سحر أطفال الغابة ففاض بالماء ليصبح مضيقا يصل البحر الواسع بالبحر الضيق – حينما توجه الرجال الأوائل للشمال وقاتلوا أطفال الغابة في معارك محتدمة لألفي عام متواصلة..
كان الصراع غالبا في فترة الحروب تلك يدور حول المناطق الشاسعة والمفتوحة التي تصلح للسكنى، تراجع أطفال الغابة للمناطق الموحشة والباردة، لكن الرجال الأوائل استمروا في توسعهم وضغطهم عليهم، فصنع أطفال الغابة سيوفاً من الأوبسيدين (زجاج التنانين) لتتكافأ المعركة بينهم وتكون الهدنة التي حسمت الصراع في جزيرة الأوجه فعاشوا بعدها فترة 4000 سنة من السلام ليبدأ العصر الثاني المسمى بعصر الأبطال والذي سمى بذلك تيمنا بالأبطال الذين أنهوا الليل الطويل وعهد الشتاء بعدما طردوا (الآخرين – المشاة البيض) ..
بدأ عصر الأبطال قبيل الهدنة عندما غرس أحد أطفال الغابة خنجراً مصنوعاً من الأوبسيدين – زجاج التنين أو ما يسمى بالنار المتجمدة – في قلب أحد قادة الرجال الأوائل الذين تم أسرهم، لكنه بعدها هرب إلى الشمال غير المأهول في حالة بين الحياة والموت، وعاد بعد آلاف السنين ومعه جيشٌ جرار من المخلوقات الميتة الحية وبسيوف جليدية سيطروا فيها على الشمال تماماً وأجبروا أطفال الغابة والرجال الأوائل على التوجه جنوباً بل أن بعضهم عاد إلى قارة إيسوس، وحين اكتشفوا أنه بإمكانهم قتل هؤلاء المخلوقات الذين سموهم ب(الآخرين – المشاة البيض) بالأوبسيدين، دارت معركة كبيرة بينهم سميت بمعركة الغسق، قاتل فيها كتيبة من الرجال الأوائل مع ما يسمى بالبطل الأخير قائد (حرس الليل) الذين يسمون بالغربان نظرا للون ملابسهم الأسود ومعهم لأطفال الغابة فدحروا (الآخرين – المشاة البيض) وأعادوهم لأقصى الشمال وصارت أسطورة ويقال بأن البطل الأخير هو نفسه البطل الأسطوري أزور أهاي الذي يقال أنه صنع سيفا مشتعلا اسمه (حامل الضياء) ليقتل به الموتى الأحياء، صنعه لشهر فانكسر ثم صنعه لشهرين فانكسر ثم صنعه لمائة يوم وغرسه في قلب زوجته نيسا نيسا لتمتزج روحها بالسيف ويمزق به الأعداء..
عمّ السلام مجدداً وعلّم أطفال الغابة رفاقهم الرجال الأوائل دين الآلهة القديمة وعاشوا في الشمال، بنى قائد حراس الليل (بران البناء) مؤسس عائلة (ستارك) جدارا ضخما من الجليد يمتد لعشرات الأميال لمنع الآخرون من العودة وتبرع حراس الليل لحراسة الجدار واستمروا في هذه المهمة لآلاف السنين بعدها، وكان كل من يُحكم عليه من المجرمين يخير بين الموت والنفى إلى الجدار، وكل من يرفض حكم اللوردات ويقاتلهم ينفى شمال الجدار وتكونت حينها جماعة المتوحشين الذين يسكنون في البرية والغابات في الشمال ..
بدأ بعدها العصر الثالث وهو غزو شعب الأندال من قارة ايسوس الذين حضروا بالسيوف الحديدية وبعقيدة الآلهة السبعة (الأب – الأم – الفارس – العذراء – الحداد – العجوز – الغريب) فقاتلوا أطفال الغابة والرجال الأوائل لعدة قرون وانتهى غزوهم بسيطرتهم على الجنوب وترك الشمال للرجال الأوائل بينما تراجع أطفال الغابة للغابات، ومن سلالة الرجال الأوائل والأندال تكونت سلالات وعائلات عدة حكمت أرض ويستروس ومنها الستة ممالك عدا التارجاريان الذين استهلوا العصر الرابع..
عائلة تارجاريان يرجع أصلها من فاليريا وهم أصلا رعاة ماعز، وجدوا التنانين فتعلموا ترويضها بالسحر، ومع احتكاكهم المستمر بها تغيرت ألوان شعورهم إلى الأبيض والفضي، ثم تزوجوا من بعضهم – مثل الفراعنة – حفاظاً على نقاء السلالة، فتوسعوا في فاليريا وحاربتهم حضارة الغيسكيري المسيطرة وقتها، فهزمهم ال تارجاريان بالتنانين ودمروهم، وحولوا فاليريا إلى أعظم حضارة حينها، وحكموا لقرون بالسحر والتنانين، وكانت سيوفهم الفولاذية الفاليرية لا تضاهى..
طغيانهم في المناجم مع العبيد تسبب في خروج أول رجل بلا وجه وهو من أسس حركة رجال بلا وجوه السرية والمتخصصة في الاغتيال، فساعد العبيد وحررهم وهربوا ليؤسسوا مدينة برافوس في قارة ايسوس، لتصبح أول مدينة بلا عبودية..
قرر التارجاريان غزو الغرب فقاتلوا حضارة الريونز في ويستروس لمدة قرنين وجاؤوا ب300 تنين دمروا بها حضارات ويستروس، فلعنهم سارين قائد الروينز وانتشر بينهم مرض يحول جلودهم إلى قشور صخرية رمادية..
حلمت الأميرة داينيز تارجاريان بفنائهم فعادوا إلى مدينة تسمى دراجونستون ودارت بين التارجاريان حرب أهلية انتهت بفناء دراجونستون وفاليريا بالبراكين فعادوا إلى ويستروس بقيادة ايجون تارجاريان الذي احتل الستة ممالك مع أخوته على التنانين ونشر السلام فيها ووحد الممالك وأخذ جميع السيوف الحديدية فصهرها في عرش واحد يسمى بالعرش الحديدي وسمي كل من يعتلي العرش بملك الممالك السبعة والأندال والرجال الأوائل..
العصر الخامس بدأ بحرب أهلية أخرى أثناء حكمهم لويستروس تجدون قصتها بالكامل في اليوتيوب بعنوان رقصة التنانين، تحوي العديد من مشاهد قتال الأخوة والتنانين والملوك المجانين، وينتهي هذا العصر بثورة باراثيون وستارك ولانيستر وبقية العائلات والاتفاق على أن يتولى روبرت بارثيون الحكم وأن يتزوج من عائلة لانيستر ويكون مساعد الملك من آل ستارك..
العصر السادس هو ما شاهدتموه في المسلسل وقرأتموه في الكتاب حتى اللحظة من صراعات متعددة تنتهي بفناء العديد من الملوك والشخصيات والتي ننتظر فيها نبوءة مليساندرا عن عودة أزور أهاي الذي يولد من جديد بين الملح والدخان والتنانين ومن سلالة تارجاريان ويعود للحياة ليدحر الخطر القادم من الشمال، ترى من سيكون أزور أهاي الجديد حسب النبوءة؟
بقي كتابان في السلسلة ونعرف نهاية الاحداث المثيرة لأغنية النار والثلج..
كاتب رأي