أعمال أدبية عرفناها في طفولتنا

كل منا يتذكر فترة طفولته، ويعتبرها من أجمل الفترات، بل قد يتطرف لأن يعتقد بأن فترة طفولته لا يشابهها شيء وهي أجمل بكل تأكيد مما عاشته الأجيال من قبله ومن بعده..
في الحقيقة أنا أحدهم، وأعتقد بأن فترة طفولتنا في الثمانينات والتسعينات الميلادية كانت ثرية بكل المقاييس وليس هنا المجال لأي مقارنة أو لذكر المميزات، سأكتفي فقط بنقطة جوهرية ساهمت في تشكيل وعينا وذائقتنا الأدبية، هذه النقطة هي أفلام ومسلسلات الكارتون..
أفراد جيلي يذكرون المسلسل الكرتوني الرائع (جزيرة الكنز) ولكن لا يعرف جُلّهم أن قصة أبطالهم المحبوبين (جيم وسليفر) في تلك الأجواء الساحرة هي مقتبسة من رواية (ستينفنسون) بنفس الإسم وقد سبق أن مثلت على الشاشة الكبيرة والصغيرة أيضا بنفس الاسم وحتى استديوهات (ديزني) قد صنعت عدة نسخ من القصة منها فيلم مع دمى (ال muppets) ومنها في الفضاء بعنوان (Treasure Planet)..
هذا فقط غيض من فيض، فالاستديوهات اليابانية والأمريكية في السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي تسابقت على اقتباس العديد من القصص الشعبية والروايات العالمية من شتى الأصقاع..
فمن انجلترا هناك مسلسل (ليدي لين) ومسلسلات (جزيرة الكنز) للكاتب (روبرت ستيفنسون) و (سالي – الآميرة الصغيرة: سارا) للكاتبة (فرانسيس برنيت) و (أليس في بلاد العجائب) للكاتب (لويس كارول) والذي عرض في السينما من بطولة المبدع (جوني ديب) ومن اسكتلندا أيضا شاهدنا حكاية (ساندي بل)..
من سويسرا والنمسا لدينا مسلسل (لحن الحياة) من قصة (ماريا فون تراب) والذي كان فيلماً شهيرا بعنوان (صوت الموسيقى) في الخمسينات (the sound of music)، أيضاً لا ننسى المسلسل الشهير (هايدي فتاة الألب) وهناك متحف بسيط لها لمن زار جبال الألب الأوروبية الساحرة ونتذكر جميعنا كذلك (عائلة روبنسون السويسرية ) والذين عرفناهم من مسلسل باسم (فلونة) والذي هو أيضا نال الاهتمام العالم حتى في عرض منتزهات (ديزني) لمنزلهم في الشجرة لزوارها في (أورلاندو – ماجيك كينغدوم Magic Kingdom) لتعيد لك ذكريات الطفولة..
من فرنسا شاهدنا مسلسلات مقتبسة من قصة (الفرسان الثلاثة) للروائي (الكسندر دوماس) والتي مثلت كثيرا في السينما، وحتى شخصياتنا المحببة (ميكي وبندق وبطوط) مثلوا فيلماً خاصاً عن الفرسان في مغامراتهم وهناك أيضاً قصة (بيل وسباستيان) للكاتب (سيسل أوبري) وقصة (ريمي) الذي يبحث عن عائلته والتي كتبها (هيكتور مالو) بعنوان (دروب ريمي)، ومسلسل (ليدي أوسكار) المقتبس من أحداث الثورة الفرنسية..
من أميركا شاهدنا شخصيات مارك توين على الشاشة (توم سوير/ هكلبيري فين) ومسلسل (نساء صغيرات) للكاتبة (لويزا ماي ويلكوت) ومن السويد حكايات (نيلز) لـ (سيلما لا جيرلوف) والتي ذاع صيتها لدرجة أنها طبعت على العملات الورقية والطوابع ..
ولعل جيلنا يذكر أيضا (حكايات عالمية) والتي اقتبست العديد من قصص (ايسوب) و(كليلة ودمنة) و(الأخوين غريم) و(هانز انديرسون)، وهذا الأخير خصوصا قوأنا قصصه في سلسلة المكتبة الخضراء لو تذكرونها مثل (الحورية الصغيرة) و(أميرة الثلج) بجانب (فتى الأدغال ماوكلي) وقدمتها (ديزني) في أفلامها الكلاسيكية الرائعة..
حتى ثقافة شعب الانديز في وسط وجنوب الأمريكتين في مسلسلي (النسر الذهبي) و(الأحلام الذهبية) وجدت صدىً جميلاً في طفولتنا..
والمسلسل الرائع (سندباد) الذي جمعوا فيه معظم قصص وعوالم (ألف ليلة وليلة) الأسطورية مع الغيلان والجن والعفاريت والكنوز وعوالمه التي لا يمل منها ..
ولا ننسى القصص الأصلية التي ألفت في اليابان على هيئة قصص مصورة (مانجا) مثل (كونان: فتى المستقبل) والذي نعرفه باسم (عدنان ولينا) من استديوهات غيبلي للمخرج ميازاكي والمسلسلات الخالدة في ذاكرتنا مثل (غراندايزر) و(جونكر) و(سانشيرو) والكابتن (ماجد / تسوباسا) و(رحلة عنابة)، ذكريات لا تنسى وحنين يشدنا لتلك الحقبة الجميلة..
نعود للنقطة الأولى، هذه الأعمال العالمية والكتب والروايات والقصص شهيرة جدا، لكن لم نكن لنعرفها لولا أفلام الكارتون، ولقد أحبننا القراءة بسببها، وهذا ما افتقدته الساحة الفنية مؤخرا، بينما تولت السينما في بداية عذا القرن تقديمها بقالب جديد في أفلام للكبار، وانشغلت معها الاستديوهات اليابانية والاميركية بتقديم قصص جديدة كلياً والتي سيتذكرها أطفالنا حينما يكبرون ويقولون لقد عشنا في زمن جميل أيضاً..
وليد قادري
كاتب رأي