أضاحي بلا فوضى

تركي عبدالرحمن البلادي
أضاحي بلا فوضى
مع ايام عيد الأضحى المبارك تتكرر كل عام مشاهد الزحام والعشوائية في كثير من أحياء المدينة خاصة حول أماكن بيع الأضاحي والذبح العشوائي الذي يتم في الشوارع والطرقات بشكل غير حضاري يفتقر لأدنى معايير النظافة والسلامة وهو ما يسبب إرباكاً للأهالي ويشوّه المنظر العام ويؤثر سلباً على البيئة والصحة العامة
في ظل هذه التحديات تبرز فكرة المسالخ المتنقلة كحل عملي وذكي لمواجهة هذا الزحام المتكرر حيث يمكن لهذه الوحدات المتنقلة أن تكون بديلاً منظماً وعصرياً للممارسات العشوائية المنتشرة في الأحياء فهي تتيح ذبح الأضاحي بطريقة شرعية وآمنة تحت إشراف بيطري وفي بيئة صحية تحفظ كرامة الشعيرة وتُسهّل على الناس أداء نسكهم دون مشقة
كما تمثل هذه المسالخ فرصة اقتصادية واعدة للشباب السعودي من خلال إدارتها وتشغيلها والمشاركة في تقديم الخدمات اللوجستية والتنظيمية حولها وهو ما يعزز من خلق فرص عمل موسمية ويشجّع على ريادة الأعمال في موسم الأضحى بدلاً من الاعتماد على عمالة غير نظامية قد تفتقر للخبرة أو الالتزام
توفير هذه المسالخ في مواقع قريبة من السكان يخفف الضغط على المسالخ المركزية ويقلل من حركة المرور والزحام ويحد من تراكم النفايات في الأحياء ويساهم في رفع جودة الحياة داخل المدن ويعكس صورة حضارية عن التزام المجتمع بالتنظيم والنظافة واحترام الشعائر الدينية
اعتماد المسالخ المتنقلة خطوة ذكية يمكن للجهات المعنية تبنيها وتوسيع نطاقها في السنوات القادمة خاصة مع تزايد أعداد السكان وارتفاع الطلب على الأضاحي وهو نموذج يستحق الدعم والتطوير لما له من فوائد متعددة على المستوى البيئي والصحي والاجتماعي والاقتصادي
كاتب رأي