أزهار من قلب السعودية

من شدة فرحنا لأخوتنا في سوريا الشقيقة، لا حديث هذه الأيام إلا عن هذا الشعب الصبور، عن حياتهم، وعن أحلامهم، وعن فرحهم، وعن كيفية تكملة مسافة الطريق المتبقية معهم إلى أن يأنسوا بوطنهم، كلنا سعداء بعودة سورية إلى الحضن العربي، ولكن! هناك فرح أشد، يبعث على الفخر والاعتزاز، يدل على الغبطة والسرور، يبث في أعضائنا زهوًا وتيهًا لا مثيل لهما، إنها حقيقة نشأة جيل بأكمله على الأراضي السعودية، جيل ولد ونشأ وترعرع وتعلم على هذه الأرض المباركة، لم ينشأ في خيام أو على أطراف المدن ، أو في مساكن الإيواء، ولم يشربوا الماء من صنابير التبرعات ، ولم يأخذوا جرعات دوائهم في العراء أو بجوار سيارات الإسعاف، ولم يتلقوا تعليمهم على صفحات بالية ممزقة، لم ينتظروا ربطة الخبز في الصفوف ، ولم يسيروا حفاة الأقدام . لا مطلقًا ! لم يحصل معهم شيء من هذا القبيل ! كل شيء كان مهيأً، ومنظمًا، ومرتبًا؛ لم يصرف لهم بطاقات تموين ، أو تصريح بمسمى لاجئ ! مصرح لهم بالعمل دون قيود ، يستطيعون ممارسة حياتهم بلا ضغوط ،حتى قيادتهم للمركبات لم يحدث أن فُرض عليهم التقيد بإحضار رخص السياقة .
لك أن تتفكر في هذا التعامل المتعاظم ! يُكتفى بجواز السفر كإثبات! فإن ذهبت تسألهم عن انطباعهم حول رغبتهم العودة إلى وطنهم سوف تأتيك الإجابة بالنفي بلا تردد!! لتخبرك نحن من هذا الوطن ولا نعرف غيره ولا نريد سواه!
أتعلمون لماذا؟
لأنها مملكة الإنسانية! ولأنها كذلك! فإنها تعد حاضنة مختلفة عن كل دول الكون لما فيها من مساحة واسعة تتحقق فيها درجات الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والاحساس بالهوية، والشعور بالقيمة، أعني السعودية ولا أتكلم عن غيرها!!
إنّ المملكة العربية السعودية قد صنعت اتجاهات إيجابية للعيش وممارسة الحياة، وغرست معتقدات في النفوس تعزز مكانة الإنسان وتحفظ كرامته وتمنحه حقوقه، الجميع فيها بلا استثناء لديهم نفس الشعور.
وبحكم مكانتها الدينية وثقلها السياسي بين دول المنطقة والتعاطي الثقافي والأخلاقي المتوازن مع الأحداث ، هذا السلوك خلق حالة شديدة من الاطمئنان عند الكثيرين كما أن استشعارها لدورها الريادي في شتى المجالات خلق نزعةَ انتماءٍ عميقة في النفوس ، يحدث هذا في ظل توفر سبل العيش بسلام وحرية وخصوصية مطلقة لا مجال فيها لتقييد الحريات ، ولا مكان فيها للكدر ولا مستقر فيها للألم ، ولا طريق للعدائية، الكل فيها سواسية، الدهماء فيها تحت قبة النظام، الجميع يعلم أنهم في مستوى واحد أبعد من العنصرية وعن التمييز المباشر سواء العرقي أو الاجتماعي أو الديني أو التحيز غير المباشر لطبقة بعينها أو منطقة باسمها أو حتى لقبيلة ، نحن لا نتحدث تلهّيًا أو ممازحة، إنّنا نتكلم على يقين أنها خالية من الانتقائية والاختيارية، متجردة من الطائفية وأشكال المضايقات ، مما يجعلهم لأن يصبحوا مكونًا أساسيًّا، يبني الفرد منهم جنبًا إلى جنب المواطن ويعمل برفقته بكل تفاني ، ومودة وإخاء.
مثل هذا التعايش السلمي وهذه المنظومة الأخلاقية المستمدة من أدبيات وفروض القرآن الكريم والسنة المطهرة ألا يدفع بالمقيمين والزائرين على تراب هذه الأرض الطاهرة أن يعلنوا عدم تشجعهم تركها والخروج منها! أليست هذه أدلة وبراهين على تعاظم هذا الشعب! ألا تعد هذه أبلغ قرينة على نقاء وصفاء قلوب حكام هذا الوطن العظيم! بلى! إنها أدلة وبراهين وقرائن تؤكد تمامًا أن المملكة العربية السعودية مملكة الإنسانية، مملكة بذورها الخير، وغراسها طيبة أهلها وثمارها كرم وعطاء ملوكها وأمرائها.
إنّ تحقق الأمن والسلام للناس ومنع الصراعات واتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان سلامة الجميع نفسيًا ومعنويًا واستعمال نهج متعدد الأبعاد تثبت على إثره المساواة وترتفع معه مستويات التنمية المستدامة وتوجّه كافة الجهود حتى ينعم الكل بالرفاهية في ظل الاضطرابات السياسية التي تعصف بالعالم كل هذا دفع بالملايين من الناس لأن تكون هذه البقعة المباركة ملاذًا آمنًا ووجهة دائمة لهم ، توفر الحماية من ويلات الحروب وتخفف عنهم تلك المآسي التي مرت بهم وسببت لهم خسائر مرعبة في الأموال ونزيفًا في الأنفس وفقدان في الممتلكات.
هكذا هي المملكة العربية السعودية وتلك هي أزهارها في طريقة التعامل الأخلاقي والإنساني ، تَنبتُ من قلبها العظيم لتحكي قصة واقعية عن وطن نفخر أن يكون لقبه مملكة الإنسانية.
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي
مقال عظييييييم فالحمدلله على أنني سعودية.. والحمدلله على نعمة المملكة العربية السعَودية التي لانساوم فيها ولانبدلها بأي مكان في العالم.. كتبت مايجول في خاطر وقلب كل مواطن عاشق ومحب لتراب الوطن،،، شعور الفخر يزهوا وشعور الحمد يعلوا.. لله درك من كاتب ولله در قلمك… عززت قيمة الإمتنان داخل كل مواطن ومقيم على تراب هذه الأرض الطاهرة،، وهذا غيضٌ من فيض من أثر المملكة في قلوب ساكنيها… ادام الله علينا نعمة الأمن والسلام وجعلها شامخة ابية ليَوم الدين
……رائد الحرف ياأستاذ علي.. نفع الله بقلمك
بارك الله فيكم أ/زايدة حقوي يحق لك الفخر أن تكوني سعودية ويحق لنا الاعتزاز بهذا الكيان العظيم.
أسأل الله جلت قدرته أن يحفظ هذا الوطن العزيز وقيادته وشعبه.
ممتن لهذه المداخلة التي تنبئ عن إدراك تام لمعنى أن تكون سعوديًا تعيش وتحيا في مملكة الإنسانية.