كُتاب الرأي

أزمات العرب بين الفساد والصراعات والأطماع الخارجية

🖋️ د. عبدالعزيز رداد الحارثي
أزمات العرب بين الفساد والصراعات والأطماع الخارجية

أزمات العالم العربي بين فساد وصراعات الداخل وأطماع ومؤامرات الخارج

باستثناء دول الخليج العربي وبعض دول المغرب العربي، تعيش معظم الدول في عالمنا العربي اليوم أزمات سياسية واقتصادية كثيرة وخانقة.

ويعود ذلك إلى أسباب من أهمها:

1- الصراعات المذهبية والطائفية والنعرات القبلية وتغليب مصلحة أفراد أو جماعات في ذلك المذهب أو في تلك الطائفة على مصالح شعوبها وأوطانها كما حدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا.

2- استبداد بعض الطبقات الحاكمة وفسادها ومصادرتها لحقوق وحريات شعوبها والتفريط في مصالحها الوطنية على حساب مصالحها الخاصة، وأوضح مثال على ذلك ما قامت به عائلة الأسد الحاكمة سابقاً في سوريا.

3- غياب ميزان العدالة وضعف القانون وتفشي الفساد الإداري والمالي في حكومات ومؤسسات تلك الدول والذي أدى إلى انتشار البطالة والفقر والفساد في طبقات المجتمع وهجرة النخب الفكرية والثقافية والعلمية والكفاءات من تلك البلدان.

4- تدخل بعض الدول الأجنبية الخبيثة وتلاعبها بمصالح الشعوب في تلك الدول العربية في ظل غياب الوحدة الوطنية وفساد الحكومات وفشلها.

ولابد لزعماء وأحزاب وشعوب تلك الدول العربية المتعثرة من تقديم التنازلات في سبيل الوحدة وإنهاء الخلافات والاقتتال، وأن يكون ولاؤها لأوطانها وشعوبها لا لأي دولة خارجية. كما ينبغي عليهم إقامة دولة القانون والنظام ومكافحة الفساد بكافة أشكاله وتمكين الكفاءات الوطنية، فهذه هي الخطوات الأولى الضرورية لاستقرار المجتمعات والدول ومن ثم نموها وتقدمها. ولتلك الدول المتعثرة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وغيرها أمثلة يحتذى بها من الدول العربية الناجحة التي نهضت بأوطانها وسمت بشعوبها.

سيمجد التاريخ أسماء أولئك الزعماء والقادة السياسيين المخلصين الأبطال في عالمنا العربي، الذين انتشلوا أوطانهم من مستنقع الصراعات والتخلف وجعلوها في مصاف الدول المتقدمة وشعوبهم من براثن الفقر والجهل وجعلوهم في مصاف الأمم الرائدة، ولكنه لن يرحم أبداً أولئك الزعماء والقادة الفاسدين والفاشلين الذين خانوا أوطانهم وخذلوا شعوبهم.

كاتب رأي واستشاري أمراض باطنية
   ٥ رمضان ١٤٤٦

د . عبدالعزيز بن رداد الحارثي

كاتب رأي واستشاري أمراض باطنية وطب المسنين ومشرف الثقافة الغذائية والصحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى