زاوية ثقافة الطفل
أدب الطفل وتشكيل الوعي المبكر

أدب الطفل وتشكيل الوعي المبكر
“الطفولة صفحة بيضاء ،والكلمة الطيبة أول ما يكتب فيها “
بوصفي معلمة، تلامس تجاربي اليومية عقول الأطفال ووجدانهم. وقد لمست أثر الكلمة، والقصة، والمشهد الأدبي في تشكيل ملامح الوعي لدى طلابي. إن الطفل الذي يُمنح فرصة التفاعل مع أدب راقٍ يصبح أكثر قدرة على الفهم، والتعبير، والتأمل، وكأن الأدب يضع مرآة أمام قلبه ليعرف نفسه والعالم.
لقد أصبح من الضروري في هذا العصر أن نلتفت إلى أدب الطفل لا كمجرد مادة ترفيهية، بل كوسيلة تربوية محورية تساهم في بناء شخصية الطفل وتوسيع مداركه. فالقصص الهادفة تزرع القيم، والقصائد تشعل الخيال، والمسرحيات تغرس مهارات الحوار، والكتب المصورة تنمّي الذائقة البصرية واللغوية.
إن أدب الطفل يشكل مدرسة موازية للمدرسة النظامية، بل وأسبق منها في بعض الأحيان؛ فهو يسبق التلقين بالحكاية، والتعليم بالحب، والتوجيه بالإيحاء، دون فرض أو توجيه مباشر. وهنا تتجلّى قوة
هذا النوع من الأدب الذي يتسلل بلطف إلى عقل الطفل، ويزرع فيه بذور الوعي، والانتماء، والتفكير النقدي
وتُظهر الدراسات أن الأطفال الذين يقرؤون أو يُقرَأ لهم بانتظام، يمتلكون مهارات لغوية أفضل، وثقة بالنفس أعلى، وقدرة على اتخاذ القرار والتحليل. وهذا يجعل من أدب الطفل ضرورة تنموية لا يمكن إغفالها
فلنمنح الطفل كتابًا جيدًا، قبل أن نغرقه بالأجهزة. ولنحكِ له قصة تحمل قيمة، قبل أن تسبقه المنصات بسيل من الحكايات العشوائية. أدب الطفل ليس ترفًا، بل هو الأساس الذي تُبنى عليه شخصية واعية، مبدعة، وواثقة
همسة تربوية: الكلمة التي تقولها اليوم لطفلك، قد تكون مبدأه في الغد