كُتاب الرأي

يوم السعد

‎في مشهد يخطف الأنظار، يستعد سكان المملكة العربية السعودية احتفالها بيوم التأسيس. هذا الحدث الاستثنائي يجسد ظاهرة غير مسبوقة، حيث تتوحد القلوب من شتى أنحاء المملكة في مشاعر الفخر والاعتزاز.

‎يرتقب الجميع بشغف هذا اليوم المميز الذي يرمز إلى عراقة المملكة وعمقها التاريخي. إنه اليوم الذي يحيي ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود في عام 1139هـ الموافق 1727م.

‎تتجلى روعة هذا الاحتفال في مشاركة أطياف المجتمع كافة، من مواطنين ومقيمين على أرض المملكة. يتسابق الجميع لإظهار مشاعر الولاء والانتماء، متجاوزين حدود الجنسيات والثقافات.

‎تزدان مناطق المملكة بألوان البهجة، وتعج شوارعها بمظاهر الفرح. من الرياض إلى جدة، ومن الدمام إلى أبها، تتنافس المدن في إبراز هويتها الثقافية الفريدة، مع الحفاظ على روح الوحدة الوطنية.

‎يستذكر المحتفلون جذور هذا التأسيس العظيم، بدءًا من استقرار بني حنيفة في قلب الجزيرة العربية. يتأملون في رحلة الأجداد، مرورًا بتأسيس مملكة اليمامة، وصولاً إلى لحظة انطلاق الدولة السعودية الأولى من الدرعية.

‎تتجلى عبقرية الإمام محمد بن سعود في رؤيته الثاقبة لتوحيد البلاد. نشأ في كنف الحكم، واكتسب خبرات ثمينة مكنته من وضع أسس دولة قوية. عمل بجد على تحقيق الاستقرار، وتأمين طرق الحج والتجارة، وتعزيز الاقتصاد.

‎يشعر كل فرد، سواء كان مواطنًا أو مقيمًا، بالفخر والاعتزاز بهذا اليوم التاريخي. إنه تجسيد حي لقيم التسامح والتعايش التي تتبناها المملكة، ودليل على قدرتها على جمع الشعوب تحت راية الحب والاحترام المتبادل.

‎وبينما تقترب لحظة الاحتفال، يزداد الحماس في كل ركن من أركان المملكة. يستعد الجميع لعرض إبداعاتهم، والمشاركة في الفعاليات المتنوعة التي تعكس ثراء الثقافة السعودية وتنوعها.

‎هكذا، يتحول يوم التأسيس إلى ملحمة فخر من الحب والوحدة. إنه احتفال بالماضي العريق، واحتفاء بالحاضر المزدهر، واستشراف لمستقبل واعد. في هذا اليوم، تثبت المملكة العربية السعودية مجددًا أنها وطن للجميع، ومنارة للتسامح والتقدم في عالمنا المعاصر.

سمير الفرشوطي

كاتب رأي

سمير منصور الفرشوطي

كاتب رأي وإعلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى