كُتاب الرأي

أحشفاً وسوء كيلة ؟

أحشفاً وسوء كيلة ؟
…………

إن الظلم المزدوج الواقع على أطفال غزة
يحمل استنكاراً للظلم المركب ، وكأن لسان حالنا يقول : أهذا ما بقي من الإنسانية ؟
هل يُجمع على الأطفال ظلم الاحتلال وغياب العدالة الدولية ، وتخاذل القريب قبل البعيد ؟

أين أنتم ؟!
إن الطفولة في غزة هي عبارة عن حياة تحت الحصار والقصف ،

فأطفال غزة لا يعيشون طفولتهم كما يجب ، فهم يولدون تحت القصف، ويكبرون على أنقاض منازلهم ، ويفقدون آباءهم وأصدقاءهم أمام أعينهم. لا يعرفون الألعاب الآمنة، بل يعرفون طنين الطائرات، وأصوات الانفجارات، وروائح البارود والدم.
الاحتلال لا يفرق بين مقاتل وطفل ، بين مدرسة وملجأ، فكل بقعة في غزة مستهدفة، وكل صغير مشروع شهيد.

نعم ، الاحتلال هو الوجه الأول للظلم ،
الظلم الذي يطال أطفال غزة هو الاحتلال الإسرائيلي ، الذي يحاصر القطاع منذ سنوات طويلة ، ويشن عليه الحروب بشكل متكرر . المدارس تُقصف، المستشفيات تُدمر ، وحتى مخيمات اللاجئين لا تسلم من النيران .
الطفل في غزة لا يملك الحد الأدنى من الحقوق التي تكفلها المواثيق الدولية ، حيث لا أمن ، لا صحة ، لا تعليم مستقر ، ولا مستقبل واضح .
الطفل في غزة يعيش في ظل تهديد دائم، يفتقر إلى الأمان النفسي والجسدي، ويُحرم من أبسط صور الاستقرار .

أما الوجه الثاني للظلم فهو التخاذل الدولي ،
و صمت المجتمع الدولي، الذي يرى ويسمع، لكنه لا يتحرك إلا ببيانات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع .
مؤسسات حقوق الإنسان تصدر تقارير ، وتكتفي بالتنديد، فيما تستمر معاناة الأطفال دون تدخل حقيقي يوقف هذا النزيف .

وللأسف ، الازدواجية في المعايير باتت فاضحة ، حيث دم الطفل في غزة لا يثير الضمير العالمي كما يثيره في أماكن أخرى .
وكأن أرواحهم أقل قيمة ، وكأن مأساتهم خارج حدود الإنسانية .

أما وجه الظلم الأشد مرارة فهو : خذلان الأشقاء ، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس ، من وقع الحسام المهند .

فإن ما يزيد الألم ألماً ، هو موقف بعض الأشقاء الذين أداروا ظهورهم لغزة. فبين من يُدين المقاومة، ومن يغلق المعابر ، ومن يكتفي بالصمت .
هنا يجد أطفال غزة أنفسهم محاصرين من جميع الجهات .
حيث لا يد تمتد إليهم ، ولا صدر يحتويهم ، وكأنهم عبء يُراد التخلص منه .

أحشفاً وسوء كيلة ؟

هل يُعقل أن يُحرم طفل من حقه في الحياة، ثم يُتهم بأنه خطر ؟ أن يُجوَّع ، ثم يُلام على مقاومته ؟!
أن يُقتل ، ثم يُبرَّر قتله ؟
إنها “أحشفاً وسوء كيلة” بأبشع صورها، حين يتعرض الأطفال لظلم ثلاثي : من العدو ، ومن المجتمع الدولي ، ومن بعض أبناء الأمة.

ندائي للأمة الإسلامية : أطفال غزة لا يطلبون الكثير ، فقط أن يُنظر إليهم كأطفال ، أن يُعاملوا كما يُعامل أقرانهم في العالم أجمع. أن تُكف عنهم يد القتل ، وأن يُسمح لهم بالحياة .
هؤلاء أطفال لا حول لهم ولا قوة ، لقد آن الأوان أن يُرفع الظلم ، ويُوزن العدل بميزان لا يعرف الكيل بمكيالين ، ولا يغمض العين عن جريمة بحجة السياسة.

فالطفولة بريئة لا يجب أن تكون ساحة معركة ، ولا حطباً لحروب الكبار .

الطفولة بريئة لا يجب أن تكون ساحة معركة ولا حطباً لحروب الكبار .

الطفولة بريئة لا يجب أن تكون ساحة معركة ولا حطباً لحروب الكبار .

ابتسام عبدالعزيز الجبرين

 

ابتسام عبدالعزيز الجبرين

نائبة رئيس التحرير ( كاتبة رأي ومؤلفة )

‫4 تعليقات

  1. ندائي للأمة الإسلامية : أطفال غزة لا يطلبون الكثير ، فقط أن يُنظر إليهم كأطفال ، أن يُعاملوا كما يُعامل أقرانهم في العالم أجمع. أن تُكف عنهم يد القتل ، وأن يُسمح لهم بالحياة .

    نداؤك هو نداء العالم أجمع
    اللهم أنت القادر على كل قادر …
    تقديري لأحساسك ومقالك الذي يُلامسنا جميعاً

  2. لا حول ولا قوة إلا بالله كان الله في عونهم
    عدالة الله لا تغيب
    يمهل ولا يهمل سيأتي اليوم الذي تدور فيهِ الدائرة على اليهود

    فليسَ باليد حيلة سوى الدُّعاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى