(بيع الأوهام )

محمد سعد الربيعي
(بيع الأوهام )
أثبتت الأحداث السياسية والعسكرية التي تقع ووقعت في منطقتنا بالشرق الأوسط منذ زمن كذب ، ودجل بائعي الأوهام ، بالطبع في الجانب السياسي ، وهو مادرجت عليه بعض الأنظمة في دول الشرق الاوسط ، وخاصة من ساوموا على القضية الفلسطينية ، وأدخلوها في متاهات دهاليزهم السياسية التي استقطبوا من خلالها أجنحة ومنظمات فلسطينية راديكالية وإرهابية ، نتج عن ذلك خلق عراقيل كبيرة أدت لعدم حل القضية ، وأكتشفت تلك الأجنحة لاحقاً بعد هلاك قياداتهم وتركهم عراة في معارك كاذبة ، ( كما يحدث الآن لأذيال ايران الذين أصبحوا يجرون أذيال الهزيمة ) ، أنهم وقعوا ضحية تلك الأنظمة التي باعتهم الوهم ، واستخدمتهم كمطايا رُكِبت ظهورها من أجل وصول تلك الأنظمة لأهداف أدت لإستبدادهم وديمومة بقائهم على رأس أنظمتهم تلك .
ما أود أن أتناوله هنا هو أن ايران أعادت الساعة الى الوراء ، ومارست الدور نفسه ، وركبت تلك الموجة القديمة التي أشرت لها في بيع الأوهام ، والاختلاف هنا ربما أن ايران كونت لها أذناب كثيرة ، في الدول العربية دون أن تعتمد على ذيل واحد كالسابق ، وبصور مختلفة ، وقامت بغرز مخالبها القذرة في الدول العربية ، بدأت بلبنان ، ثم العراق ، وسوريا ، وإنتهت باليمن، ولازالت تعمل بكل ماأوتيت من قوة لملء بقية الدول العربية بالأذيال التابعة لها ، ودون أن تأبه أو تعبأ لذلك الدور التخريبي الذي تنتهجه وتمارسه ضد الدول العربية، أو تضع حد للأعراف الدبلوماسية الدولية في احترام الجوار و سيادة هذه الدول .
ايران باعت الوهم للبنانيين ، وأوهمتهم بأنهم سيكونون دولة كبيرة وقوية ، ولكنها بدلاً من ذلك توجهت لشراء الضمائر ، وإيغار الصدور بين مكونات لبنان ، وغرست العملاء ، والدجالين الذين أوهموا اللبنانيون بأنهم يمثلون الدرع الواقي لهم من اسرائيل ، ودبجت حزبها في لبنان بالقوة والسلاح ، ومكنت منه رقاب اللبنانيون ، وأصبح المتحكم نتيجة التهويل والتغرير ، حيث أصبح الكل يخشاه ، ويخشى أن تمتد يده الغادرة في تصفيته، واغتيال كل من يعارضه ، وسيطر حزب ايران على الساحة السياسية اللبنانية ، فأصبح يمثل الثلث المعطل فيها ، تعتمد أو تأتي موافقته ( الحزب) على من يمثل لبنان سياسياً ، أي أن يأتمر بتوجيهات الهالك نصر اللات ، وهو ماأدى لوجود فراغ في السلطة ، وبالتالي ضياع لبنان ، والحاقه بالجمهورية الايرانية ، وفي العراق نشاهد كيف أصبح التمثيل الرئاسي ، وهو مشابه الى حد كبير لمايحدث في لبنان ، حيث لايمكن ترشيح رئيس وزراء ، ووزراء ، ونواب دون أن تأتي الموافقة الايرانية عبر مليشياتها في العراق ، وكذلك الآن في اليمن ، حيث نرى وجود المندوب الايراني الحاكم في صنعاء ، والمعين مؤخراً هناك ، وهو من يتحكم بالذيل الحوثي ويوجهه كيفما يشاء!؟ وهكذا دواليك مايحدث في سوريا التي لم نسمع لسلطتها السياسية أي مقاومة أو دفاع عن نفسها نتيجة ماتلقاه من ضربات اسرائيلية متتالية على أرضها!
ما طرأ مؤخراً لتخلي ايران عن أذنابها هو يعيدنا للوراء ، كما أشرت عندما تخلت تلك الأنظمة التي راهنت وساومت على منظمات فلسطينية ، خلقتها في الساحة ، وباعتها عندما حانت ساعتها ، وتخلت عنها بعدما أوهمتها بقوة موقفها للقضايا التي خُلقت من أجلها ، هاهي ايران تكرر الوضع ، وتتخلى عن أذيالها ، بعدما باعتهم الوهم ، وصورت لهم بأنها الدرع الواقي لهم ، والمساند لهم في قضاياهم ، وتحقيق مبتغاهم الكاذب ، المليء بالدجل والخرافات والشعوذة الدينية .
مانراه في لبنان يدمي القلب نتيجة التدمير الذي لحق بالبنية التحتية للدولة ، ومقدراتها الأمنية والاجتماعية ، وسيادتها الوطنية ، حيث إستباحت ايران بحزبها لبنان، وربطت مايحدث في غزة ، بتطورات حرب لبنان ، كذباً وبهتاناً ، بينما الهدف ايرانياً وهو نقل الحرب مع اسرائيل لخارج حدودها ، ويستمر الدجل الايراني رغم نفوق الكثير من قيادات ذيولها في المنطقة ، في لبنان وسوريا واليمن والعراق ، وتجر ايران تلك الذيول لمقاصل القتل يومياً دون أن نرى موقفاً من تلك الذيول يعيد قرأة المشهد ، ليعلم يقيناً أن ايران تبيعهم وهم الانتصارات الزائفة ، بل والأصح هو أنها تبيعهم في سوق النخاسة !؟ وهم مطأطئي الرؤوس ولايحركون ساكنا ، وفي ربق ايران يساقون كما تُساق البهائم للمقصلة!!!!
كاتب رأي