كُتاب الرأي

أبو الشيماء المثقف المستنير

أبو الشيماء المثقف المستنير

مشعل الحارثي

عنوان هذه المقالة يحمل عنوان الكتاب الجديد الذي صدر لأخي وصديقي الأديب والشاعر والناقد الدكتور يوسف العارف ، ومن عتبته الأولى ومسماه (ابو الشيماء محمد سعيد طيب المثقف المستنير ) ندرك أن الحديث يدور هنا حول رجل له علاقة وثيقة بالعمل الثقافي، وله بصمة لاتمحى في عوالمها المتعددة، ولعل منها مشروعه الحضاري التنويري الكبير (تهامة) للنشر والتوزيع الذي انجزه بأداة العقل وآلة الإنجاز فدخل كل بيت وكانت تهامة في الواقع بيته ووطنه وبيت كل مثقف سعودي وعربي ، ويتمثل الجانب الآخر فيما قدمه الرجل من رؤى وافكار ومشاريع حيويه ،ومنجزات واهتمامات ثقافية لازالت آثارها باقية وراسخة في اذهان المجتمع وجمهرة المثقفين حتى الآن وغيرها من العطاءات الأخرى، ولذلك فلا يمكن أن نختصر قصة الطموح والكفاح لديه في اسطر محدودة وعابرة ولعلي احييه هنا على ذلك المنجز الكبير وأقول :
إنا لنذكر ما بنيت ولم تزل .. آيات مجدك خلدت ذكراكا
لو لم يكن لك من صنيع باهر.. الا(تهامة) موطنا لكفاكا
وفي هذا الكتاب ازاح الدكتور يوسف العارف النقاب و الستار عن جوانب جديدة وغير معروفة في شخصية وحياة (ابو الشيماء) الأسرية والمهنية والثقافية ، وارتكز في استراتيجيته الكتابية على منهجين نقديين أساسيين هما : القراءات التتبعية، والمقاربات النقدية ، واتبع أسلوبا نقديا يقوم على القراءة المتأنية ووفق مفاتيح مهمة ولج منها إلى استقراء النصوص تحت عناوين دالة تنبىء عن حسن تأويله وتفسيره لمحتواها ومضمونها وما ترمز إليه.
والكتاب من الحجم الصغير ويقع في (٣٤١) صفحة وأفتتح بقصيدة ترحيبية للمؤلف، ثم بتصدير وشهادات من كلمات بعض أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء في حق أبو الشيماء ، ثم جاء تقديم معالي الأستاذ الدكتور مدني عبدالقادر علاقي ليضع النقاط على الحروف في قراءة تحليلية ورحلة شاملة لمضمون الكتاب وماجاء به من محاور ،مع عرض شيق لنماذج مما أحتواه من بلاغة لغوية ، وجمال في المنطق والتعبير وموضحا كل ذلك في جداول تفصيلية، وقد سبق ذلك إلى إيضاح العلاقة والزمالة الوطيدة التي ربطته بأبو الشيماء ومدى إعجابه بالمؤلف.
اعقب ذلك مقدمة الكاتب التي لخص فيها الرؤية النقدية والدوافع التي حكمت مسار مؤلفه منذ مرحلة التأمل حتى وصوله حيز التنفيذ وكتابة اول سطوره ليخرج بشكله النهائي، ومذيلا بخاتمة وثبت للمصادر والمرفقات والنماذج ، ومابينهما ستة محاور رئيسية شكلت المحتوى الرئيس للكتاب حيث تناول محوره الأول كل مايتعلق بإسم الشيماء وهو اسم الشهرة الذي عرف به المستشار محمد سعيد طيب وبحث انبثاقاتها التراثية والدلالات الثقافية، والمحور الثاني المقالات الفكرية والثقافية سواء المنشورةاو الغير منشورة ، والمحور الثالث التغريدات التنويرية، واستعرض في المحور الرابع نماذج من المقدمات التعريفية التي كتبها أبو الشيماء لبعض الكتب ، وفي المحور الخامس اورد نماذج من الحوارات الصحفية التي أجريت معه ، وجاء المحور السادس ليتناول فيه الشهادات والاشادات الثقافية المبكرة وكذلك المعاصرة، التي حظي بها من كبار الأدباء والمثقفين الذين عاصرهم ، كما اتاح لبعض الأصوات الثقافية أن تحضر معبرة عن رؤيتها الخاصة حول شخصية وعطاء (أبو الشيماء) والتي تكاد تلتحم وتلتقي مع منظور و رؤية المؤلف الإبداعية لتحليل أبعاد هذه الشخصية، كما اختتم المؤلف كل محور من المحاور السابقة برؤية نقدية وتعليق ختامي كحصيلة لتجربته الإنسانية والمعرفية وخبراته السابقة ورؤاه النقدية العميقة .
وبعد فالكتاب جدير بعنوانه ،جدير بصاحبه وموضوعه،
ويمثل انعكاس صادق لمسيرة (ابو الشيماء) في جانبها الثقافي ،وصدى لمكانته المتميزة في الأوساط الفكرية والأدبية ،فشكرا لصديق العمر ورفيق القلم الأديب النجيب الدكتور يوسف العارف على هذه الإضافة القيمة للمكتبة السعودية والعربية، وأجزل الشكر للمستشار محمد سعيد طيب الذي يحضر بيننا دوما بمهابة التاريخ وبصفاء أخلاقه ووطنيته ووفائه لزملائه وأصدقائه ومحبيه ،ونبل تلك الأرومة التي ينتمي اليها ولها من اسمها نصيب( آل الطيب) الكرام.

كاتب رأي 

 

مشعل الحارثي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى