كُتاب الرأي
أبناء وبنات الوطن.. مفخرة الحاضر وعدة المستقبل

أبناء وبنات الوطن.. مفخرة الحاضر وعدة المستقبل
خلال الأيام القريبة الماضية، شاءت إرادة الله ثم ظروفي الصحية أن أراجع أحد مستشفيات العاصمة الرياض، وهناك باشر حالتي طبيبان سعوديان هما الدكتور مشاري الزهراني، والدكتور محمد الخميس، إلى جانب فريق متكامل من أبناء وبنات الوطن، من موظفي الاستقبال إلى المختبر والأشعة، فشهدت فيهم من المهنية والاحترافية والإنسانية ما يبعث على الفخر، ويعكس صورة مشرقة لما وصلت إليه الكوادر الوطنية في القطاع الصحي من تأهيل عالٍ وأداء راقٍ.
وفي تجربة موازية، قادتني الظروف إلى السفر خارج المملكة، فكانت محطة مطار الملك خالد الدولي نموذجاً آخر يُضاف إلى قائمة الاعتزاز؛ حيث رأيت شباباً وشابات في مواقع المسؤولية، يستقبلون المسافرين ببشاشة، ويُنهون الإجراءات بكفاءة عالية وروح مرحة، تدفعك لتستشعر أن كل من يعمل هناك يحمل في داخله حباً لهذا الوطن، وحرصاً على تقديم أفضل صورة عنه، سواء أمام مواطنيه أو زواره.
مثل هذه المشاهد، وإن بدت بسيطة في تفاصيلها، إلا أنها تعكس التحول العميق الذي تعيشه المملكة في تمكين رأس المال البشري، وتؤكد أن أبناء وبنات هذا الوطن هم الركيزة الأساسية في مسيرته نحو المستقبل، وهم الثروة التي لا تنضب، كما وصفهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – حين قال: “في العام التاسع من رؤية 2030 نفخر بما حققه أبناء وبنات الوطن، فقد أثبتوا أن التحديات لا تقف أمام طموحاتهم”.
لقد أصبحت قصص النجاح التي يصنعها الشباب السعودي يوماً بعد يوم هي العنوان العريض لرؤية المملكة 2030، التي لم تكتف بتحقيق مستهدفاتها بل تجاوزتها في كثير من المسارات، من خلال مضاعفة الجهود وتحقيق التميز في مختلف القطاعات؛ ونحن كمواطنين، نشهد ونعيش هذا التحول النوعي، ونرى أبناءنا وبناتنا يقودون الطموح بالأفعال لا بالأمنيات.
إن مشاهد مثل التي رأيتها في المستشفى والمطار، تُبرهن على أن الشباب السعودي لم يعد مجرد مستقبل منتظر، بل هو حاضر مزدهر، يشارك بفعالية، ويقود بكفاءة، ويبني بإخلاص؛ هم مفخرة وطن، وعدته في الشدائد، ووجهه المضيء أمام العالم.
لذلك، فإن استمرار الاستثمار في أبناء وبنات الوطن، وتمكينهم في كافة المجالات، ليس ترفاً، بل هو واجب وطني واستراتيجية راسخة؛ فهؤلاء هم من يحملون مشعل النهضة، وهم الأقدر على تجسيد الحلم السعودي، وتحقيق تطلعات القيادة، ورفع راية المملكة عالية في كل المحافل.
حفظ الله هذا الوطن العزيز، وبارك في شبابه، وأدام علينا قيادتنا الرشيدة، التي آمنت بقدرات أبنائها، وفتحت لهم الأبواب على مصراعيها ليكونوا حيث يجب أن يكونوا: في قلب المستقبل.