كُتاب الرأي

( أبعاد إغتيال هنية)

 

( أبعاد إغتيال هنية)
تفاجأ العالم هذا الصباح بإغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (إسماعيل هنية )في طهران على إثر قدومه لها لتهنئة الرئيس الايراني بإستلام منصبه الجديد .
المفاجأة مدوية والحدث كبير والدولة المضيفة تقع في دائرة المسئولية لتحقيق الأمن لضيوفها وخاصة في مناسبة كتلك التي تضم الكثير من السياسيين الذين قدموا لحفل هذا التنصيب للرئيس الإيراني الجديد، كما أن المسئولية أيضاً تقع على النظام الإيراني لمعرفة وإجراء التحقيقات في كيفية تنفيذ هذه العملية والجهة المنفذة لها والاختراقات التي تمت و أن تكون بشفافية متناهية وهذا مالا أعتقد بحدوثه لأنني لا أستبعد أن تكون إيران طرف مشارك فيه !؟
بالطبع سيعود النظام الإيراني لإسطوانته المشروخة بإزالة اسرائيل من الوجود وضربها نتيجة تلك العمليات التي نفذت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في لبنان وطهران بإغتيال شكر العضو في حزب الشيطان في جنوب لبنان والحاق هنية به بعد ساعات في طهران .
ستتحدث إيران من خلال حرسها الثوري وستهدد بعمليات إنتقامية وكذلك أذنابها في المنطقة اليمن وسوريا والعراق ولبنان وسيطلقون طائراتهم الورقية إن استطاعوا التي سبق وأن حاولوا بها استهداف إسرائيل في أضحوكة بلغت العالم كله.
إن هذه المفاجأة المدوية تعد فضيحة مجللة للنظام الإيراني المتهلل داخلياً والمسيطر عليه من نظام الآيات ذوي العمائم السود بقيادة رئيسهم خامئني خليفة المجرم الخميني وهم أصحاب خديعة ومكر ودهاء أغرقوا العالم الإسلامي بخزعبلاتهم وأكاذيبهم وعلاقتهم بالحسين ومقتله وهم من قتلوه وأثاروا الفتنة في الإسلام . اليوم نرى هذا النظام كيف يتورط في قتل ضيوفه ومن لجأ إليه لحمايته ويتخادم في تحقيق ذلك ، وهو اليوم في حرج أمام أذنابه ومؤيديه أو من يرون في القرب منه حبل نجاة لهم لأنه ثبت بالدليل القاطع أن هذا النظام لايستطيع حماية نفسه ناهيك عن الآخرين .
ولعل مايبدر من تحليل أولي لعملية إغتيال هنية هو أن هناك تنسيق تم في ذلك مع جهات معينة إيرانية تخادمت مع إسرائيل لتنفيذ العملية من أجل إبقاء جذوة الخلاف وزيادة إشعاله بين حماس وإسرائيل من أجل منع أي تقارب بين الحركة وإسرائيل ، وبالتالي إغراق غزة وربما الضفة في حرب مع إسرائيل تدمر مابقي من بشر وتؤول نهايتها لاحتلال إسرائيلي طويل لها، وهذا مايسعى له نتنياهو وستحققه له إيران إن لم تبتعد الآن عنه حماس ومن على ركبها عن ( إيران ) أو مايسمى محور المقاومة ( محور الشر ) .
إن وقوف إيران في وجه السلام في فلسطين والمنطقة وهو ما تسعى لتحقيقة من خلال توريط حماس في تنفيذ عملية طوفان الأقصى وهي من ضمن محاولاتها المتعددة لإجهاض مساعي السلام التي تقودها المملكة لحل القضية الفلسطينية .
المفارقة هنا والمعتقد أن من سيخلف هنية هو خالد مشعل قد يدخل في هذه المنافسة موسى مرزوق لرئاسة المكتب السياسي للحركة ، ولكن ربما الكفة تميل لصالح الأول ، والسؤال الكبير هو هل سيستمر مشعل في الإرتماء في الحضن الإيراني ويلحق برفيق دربه هنية خاصة وأنه شرب من كأس التلقين الإسرائيلي له وكاد أن يقضى عليه منذ سنوات في الأردن لولا تدخل العاهل الأردني حينذاك بإستيراد ترياق الحياة له .
أم أنه سيأخذ درساً من إيران وإسرائيل ويعود للحضن العربي ؟
سيبقى الجواب لدى مشعل ومرزوق والسنوار المتخفي في أنفاق غزة ، الصدمة قوية والرؤية ظلامية وأهالي غزة هم من سيدفعون الثمن.

اللواء / محمد سعد الربيعي
كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى