( آفة وسائل التواصل )

بقلم اللواء/ محمد سعد الربيعي
لعلي هنا أذهب بعيداً عما أطرحه في صحيفتنا الغراء وخاصة حول ماتخطط له دولة الملالي في إيران من إستهداف دول الإقليم في محيط الشرق الأوسط ، وهي خطط خمسينية لاتكل ولاتمل إيران من السير فيها لتحقيق أهدافها لذيولها في المنطقة ، وبالتالي قلب الأنظمة وتسليم الذيول القيادة تمهيداً لتدمير وتجهيل المنطقة ، وهي كما أسلفت لن تمل ولن تكل في تحقيقها مالم ينتهي ويُدمر نظام الملالي في إيران وتستيقظ المنطقة من سباتها لتحذر من هذا الخطر المحدق بهم.
اليوم سأكتب عن الأضرار التي خلفتها وتخلفها وسائل التواصل الإجتماعي في مجتمعنا السعودي رغم أن دولتنا حفظها وأدام عزها تبوأت المناصب المتقدمة عالمياً في تسخير هذه التقنية لمايخدم الدولة وأجهزتها كافة ، وحازت على تراتيبية متقدمة بين دول العالم ، وبالتالي نَعِمَ المواطن بما وصلت له التقنية في دولتنا من تقديم الخدمات له دون الإنتظار لأيام وربما شهور من أجل الوصول لما وصلنا له الآن ، وهو ماسهل للمواطن أيضاً كل مايحتاجه من خدمات حكومية ولوجستية .
إن ما سأتطرق له هو الجانب المُظْلِم في هذه التقنية عبر مشاهيرها في السناب شات والتكتك والتي يعلم الله أنني لا أملك حساباً فيها ، قال تعالى ( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا ، الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) صدق الله العظيم .
أنني هنا لن أُعمم ولن أكون متشائماً لما يقوم به السنابيون أو أصحاب التيك توك حيث هناك من يستخدم هذه التقنية في مجالات قد تخدم المجتمع ومايدور فيه وربما بل البعض يستخدمها للتحذير مما قد يقع فيه الناس على إثر سنابيون آخرون يسعون للربح وإيقاع الضحايا من الناس في شر أعمالهم وهو ما سأتحدث عنه في هذا المقال .
إن المتأمل لهذه التقنية ومايبعث على التخوف هو الانغماس فيها ، أقصد هنا ( السناب شات) الذي أسهم في خلق تصدعات كبيرة داخل المجتمع ممن أسموا أنفسهم بصانعي المحتوى من رجال ونساء وأُطلق عليهم مشاهير السناب شات ،البعض منهم تجرد من كل صفات الشيمة والحياء ، وقل اليوم من تجد عدم تأثره بما ينقله السنابيون أو مشاهير هذه التقنية ( المهرجون) من هذا النقل الخبيث الذي دخل كل بيت وحمله كل جاهل وعاقل وتأثر به.
إن مايبعث أيضاً على الخشية هو أن نغرق في متاهات التقنية التي سيطرت على المجتمع وغيرت المفاهيم ، بل ذهبت بعيداً لخلع رداء الحشمة والتقى ، ومايزيد التخوف والخشية هو أن يغرق الكثير في متاهاتها رغم أننا لسنا متشائمين مما وصل له الحال ، ولكن لعل التحذير من التهريج فيها ممن ركبوا صهوتها قد يعيد التفكير في إستخدامها ومتابعة مشاهيرها وتهريجهم المؤثر سلباً على أبناء هذا الجيل .
لقد إستهلك السناب عواطف الناس وأهدر وقتهم وعبث في مشاعرهم وغير كل مألوف لعلاقاتهم وسرق بساطتهم ، فتصدعت البيوت وزادت معدلات وحالات الطلاق والخلع ونشأ جيلاً غير مكترث بحاله وحال دولته ومستقبله ، وذهب بحياء الناس وأُستبدل بالسخافات ، والأقسى من ذلك أنه ملأ الفضاء بعاهات تعاظم دورها وباتوا يشكلون أهم أدوات التأثير فيها .
إن هناك فرق بين من ينقب في وسائل التقنية للإستفادة منها وتسخير ذلك لما ينفع البلاد والعباد وبين من ينبش في عفنها، ولعل من تسلق الجانب الآخر ونبش فيها هو من داهمه الثراء وأصبح يغوص في ملذات الحياة جراء ذلك النبش الرذيل وهو مايخشى منه ومن متابعته ، وهو من لابد أن يضرب على يده لمنع توسع تهافاته وتهريجه ، والأضرار التي تنشأ نتيجة إستمراره في طريقه المظلم لإغواء وتغرير متابعيه!
المفصل في هذا المقال أو الشاهد فيه أن ثلثي أبناء المملكة هم من فئة الشباب ، والمؤكد أن سوادهم الأعظم يستخدم هذه التقنية ( سناب شات) ويتأثر ويؤثر بها، وهذا يعد تحدياً تكنلوجياً أو تقنياً لايمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه أو إلغائه أو حجبه ، بل مايجب هو تسييره لما يخدم هذا الجيل وفق مصالحه ومصالح الدولة التي تسعى لتحقيقها ، ومنع من يقوم بالتلاعب فيه من أجل تحقيق مصالح شخصية له أو خلق تفاهات إجتماعية وتهريجية تمتد آثارها لتهديد النشء والأجيال القادمة وتخلق بالتالي مجتمعاً ضعيفاً يمكن إختراقه من أعداء الدولة نتيجة ذلك التهريج الذي ينتهجه مشاهير السناب شات .
أقول كخاتمة لمقالي هذا أن مايبعث على الأمل أنه يوجد جهات حكومية تتابع هذه التهريج والمغالاة في (المهايطة) ،والتغرير بالناس، وأصدرت جزاءات الجرائم الإلكترونية التي نتمنى أن تصل لكل مهرج في وسيلة سناب شات ، وكل من يحاول إغواء والتغرير بالناس ، وخلق المشاكل العائلية ، وأن توجه مدارسنا لتحذير النشء من هذه الوسائل المدمرة للإبتعاد عنها والإكتفاء من شرها،
هذا والله من وراء القصد.
كاتب رأي