رحيق الكلمات

( للمعلم )

( للمعلم )

 

قم لِلشُّموعِ وللأنوار تَلْقاهُ
قُمْ للهطولِ وسائلْ أينَ مَهْواهُ

قُمْ يا زَمانُ فإنَّ المَجْدَ موقِتُهُ
قُمْ يا مَكانُ فإنَّ الخَيْرَ مأواهُ

إنّا نقومُ لمن قد كادَ نحسبهُ
لكل طفلٍ مشى في الأرضِ آباهُ

وإنْ جَلَسْنا لنصغي صَوْتَ نَبْرَتِهِ
يُهَزْهِزُ الحِسَّ نَبْضًا بَعْدَ فَحْواهُ
*

يُعَلِّمُ الدَّرْسَ لَكِنْ ما اكْتَفَى وَهَجًا
بَلْ عَلَّمَ اللَّيْلَ نُورًا إن درسناهُ

يروي عليهم حكايا قصةً رُويتْ
يروي عليهم ويُخفي ما حكاياهُ

يَحِنُّ بالحبِّ إنْسانًا ومُؤْتَمَنًا
وإنْ شَكا الطِّفْلُ دَمْعًا زالَ شَكْواهُ

هو المربِّي بوقتِ الغَيِّ نعرفهُ
وبِالعُلومِ يُزيحُ الجَهْلَ كَفّاهُ

هو الأمينُ لأغلى ثَرْوَةٍ وُجِدَتْ
أغلى مِنَ الماسِ ماسٌ كانَ يَرْعاهُ

هو الحَليمُ وإنْ ثارَ المَدَى غَضَبًا
هو الصَّبورُ وهذا الصبرُ يهواهُ

هذي الجِبالُ تَئِنُّ الأرْضُ تَحْمِلُها
أمّا المُعَلِّمُ ما أعلى وأَقْواهُ
*

تأثرَ الجيلُ حبًّا في مناقبهِ
كانوا جميعا مزايا من مزاياهُ

وما علا مَنْصِبٌ في الناسِ مُرْتَفِعًا
إلّا وكانوا جميعًا من رعاياهُ

ما أسْقَطَ الناسَ إلّا حينَ نُسقطهُ
إنْ السقوطَ سقوطُ العلمِ إنْ تاهوا
***

يَوْمَ المُعَلِّمِ كَمْ باهَوْا بموعدهِ
وَكُلُّ أيّامِنا يَوْمٌ لَهُ باهُوا

يَوْمَ المُعَلِّمِ ما أَحْلى تَذَكُّرَهُ
وإننا كل يومٍ مانسيناهُ

هذا المعلمُ أم هذا مكمّلنا
هذا المُكَمَّلُ أم نحنُ اكتملناهُ

يسيرُ للفصلِ يزهو عند خطوتهِ
يسيرُ للجنةِ الخضراءِ مثواهُ

جَزاؤُهُ أنْ يَرى أبناءَ موطنهِ
شادوا المَعالي وشادوا كُلَّ مَبْناهُ

جَزاؤُهُ أنْ يَرى أبناءَ لَبنَتِهِ
يُقَبِّلونَ جَزاءَ الجُهْدِ مضْناهُ

تَحِيَّةً مِنْ جَميعِ النّاسِ أَحْمِلُها
وإنْ شَكَرْنا قَليلٌ لو شكرناهُ

شعر / حسن المتعب

حسن ناصر المتعب

أديب وشاعر سعودي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى