تربية الحيوان

تربية الحيوان
علي محمد الماجد
بمناسبة قصة جيسيكا والاوركا، والتي لا أدري حتى كتابة هذه الأسطر، هل هي حقيقة أم AI
تذكرت
للدكتور أحمد خالد توفيق، رحمه الله، مقال قصير وطريف يتحدث فيه عن تجربته مع شراء سمك الزينة؛ إذ كان يشتري السمكة فتموت بعد أيام قليلة، فيعود إلى البائع (النصّاب) الذي يُلقي اللوم عليه مبررًا بمختلف الأعذار الوهمية، ليقنعه بشراء سمكة أخرى… ثم تموت بدورها، وتستمر الدوّامة مرات عديدة، حتى أدرك الدكتور في نهاية الأمر أن السمكة ستموت في كل الأحوال!
والحقيقة أن البائع كان يعرف سر موت السمكة، لكنه لم يكن ليبوح به للزبائن، حرصًا على استمرار البيع وامتلاء جيبه بالمال.
منذ فجر التاريخ ارتبط الإنسان بالحيوان؛ فقد أثبت علماء الأنثروبولوجيا أن الكلب كان أول حيوان استأنسه الإنسان، بينما كان البط من آخرها. وقد لعبت الحيوانات أدوارًا أساسية في حياة البشر، إذ وفّرت وسائل للنقل والحماية والغذاء.
أما اليوم، فقد تحوّل الأمر إلى نوع من الرفاهية والتفاخر، بتربية الحيوانات النادرة مثل الأسود البيضاء أو صقور الشاهين. لكن هذه الظاهرة تمادت بشكل خطير، حتى صارت الصحف تتناقل أخبارًا عن حيوانات هاجمت وأكلت أصحابها، مثل الشمبانزي والأسود والسحالي، وحتى الأفعى الشهيرة “الأنكوندا”.
شخصيًا، أنا ضد تربية الحيوانات داخل البيوت بجميع أشكالها، إلا إذا كانت في مزارع أو لتربيتها من أجل الاستفادة من لحمها لاحقًا. قد يجرح هذا الرأي مشاعر بعض القرّاء، لكن البيوت – في رأيي – غير مهيأة أصلًا لعيش الحيوانات فيها. حتى القطط، وهي الأكثر شيوعًا، سرعان ما تحوّل البيت إلى مستعمرة تخصها، فتخدش وتوسّخ وتكسر.
واحذر يا صديقي القارئ أن تنخدع بنظرات عيونها البريئة الواسعة الجميلة، وإلا كان مصيرك كمصير السيدة “جانيت”، تلك العجوز التي كانت تقتني عددًا كبيرًا من القطط. وحين توفيت، عبرت تلك القطط عن إخلاصها عبر التهامها وجعلها وجبتهم الفاخرة… رغم أن طعام القطط كان متوفرًا لها!
هالني المبالغ التي تدفع جراء تربية الحيوانات في المنزل، والأولى صرف تلك الأموال التي تستهلك على إلى بشر، فهم بأمس الحاجة إلى كل درهم.
كاتب في الأدب الساخر
شكرا لأنك جميل في أسلوبك و مفيد جدا في مشاركاتك.