منوعات

تحية لهذا الرجل ..تحية لأبي الشيماء

مشعل الحارثي

 

تحية لهذا الرجل ..تحية لأبي الشيماء

الرجولة في حقيقتها أدب وليست لقب ..ولاتقاس بالمال والجاه والحسب.. وهي ليست كلمة او صفة عابرة بل جوهر ومحتوى ..وكلمة شرف وبذل وعطاء ، وذكاء وفطنة ، ومسؤولية وقيادة ،وقوة في الشخصية تحمل صاحبها على معالي الأمور ..والرجال كما يقال حصون يبنيها الإحسان ويهدمها الحرمان ..والرجال مواقف وافعال ..تشهد بها مرؤتهم وصدقهم وطيبة قلوبهم ..ومايمتلكونه من مبادىء وقيم ومثل نبيلة ..فتجعلهم دوما سفراء خير وسلام ومحبة ووئام .
ولم يكن غريبا على أديبنا وشاعرنا وفيلسوفنا الكبير حمزة شحاته أن يتناول هذا الموضوع ويسهب فيه من خلال محاضرته الشهيرة (الرجولة عماد الخلق الفاضل) التي استمر في القائها لمدة ست ساعات في جمعية الإسعاف الخيري بمكة المكرمة عام ١٣٦٩ه ..وما ذاك الا لبيان أهميتها وتحليلها وردها الى مصادرها وتحديد قيمها وأثرها ومعاييرها وعلاقتها بخصائص النفس البشرية.
وإذا كانت الرجولة وكما ينظر إليها أديبنا الكبير حمزة شحاته طبع وفطرة وكالجمال قانونها فيها ، فإنه ووفاء للحقيقة وتثبيتا لما رأيت بعيني أوجه تحية كبيرة للرجل المستشار الأستاذ محمد سعيد طيب صاحب الباع الطويل في المجال الثقافي ..وممن صعدوا به إلى ذروة العطاء والتميز من خلال شركة تهامة للنشر والإعلان والتوزيع التي كان يتولى فيها ومنذ انطلاقتها الأولى منصب المدير العام وجمع بينه وبينها حب الثقافة والشغف بالكتاب ، واستمر بها لمدة ربع قرن من الزمان فتح لنا من خلالها النوافذ على مصراعيها لتشرق شمسنا على فضاء الثقافة والمعرفة ،وما مثلته وقتها من حضور لافت في المشهد الثقافي وإضافة مميزة للحركة الثقافية بانجازاتها وانتشارها واهتمامها بأدب ونتاج الرواد ،وتوفيرها الكتاب لكل مبدع ومثقف وفي كل مكان بالمملكة ،ولذلك ستظل هذه التجربة شاهدة على عطائه وجهوده المشكورة بكل فخر واعتزاز .
أما منتداه الثقافي الأسبوعي(الثلوثية) الذي حصد من عمره حتى الآن أكثر من نصف قرن وكان ولايزال يضم النخبة من رجال الفكر والعلم والأدب والثقافة والإعلام فهو الآخر عمل موازي كسر ببساطته وعفويته النمط الروتيني التقليدي في القنوات الثقافية الرسمية ،وأعطى الدليل على حيوية المثقف السعودي واهتمامه بخلق أجواء الحوار الهادف والمناقشات الفاعلة التي تعزز التواصل الفكري ،والقدرة على التفكير المشترك، واكتساب أدب الإختلاف وقبول النقد، وتثبيت قيم التسامح ، ولو لم يجتمع في مسيرة محمد سعيد طيب سوى هذه الثنائية فقط تهامة والثلوثية لكفته محبة وتقديرا ومكانة في عيون المنصفين والمحبين والناس أجمعين.
وإضافة لاهتمامات الأستاذ محمد سعيد طيب المتعددة فلا يمكن اختصار تجربته الثرية فقط في كلمات عابره وهو من عرفناه إبن مكة المكرمة تلك البلد الطاهرة الطيبة التي لا تنبت الا طيبا وزكيا، وهو الأديب والمثقف والكاتب ورجل القانون والإصلاح وأحد الرموز الوطنية بطموحه المتقد وأحلامه التي لم تشيخ ولم تذبل، والرافض للجمود والمفاهيم البالية التي تدعو الى السقوط والاحباط والسلبية، وسواحله التي عبرت باسئلته ماء المحيطات، وصباحاته الوهاجة التي لم تتيه وتفقد بوصلتها، والداعي دوما الى ترسيخ قيم الخير والحق والعدل والجمال ،والذي يحتفي بالكلمة ويقدرها حق قدرها .
وأخيرا وليس آخرا لو أردت الاستطراد في الحديث عن الرجل محمد سعيد طيب لاعياني الكلام وتعب القلم ، علما بانني لست بأفضل ممن يكتب عنه فقد سبقني الى ذلك قامات أدبية وفكرية ورموز ثقافية ..كتبوا عنه العشرات من المقالات، والفوا الكتب التي تحكي تجربته الفريدة في مختلف جوانبها ومساراتها..وإنما هي لمسة وفاء وتقدير لهذه الشخصية التي أثرت واقعنا الثقافي ولازالت حتى الان ..وهو حق له علينا وعلى كل من عرفه وحمل القلم أن يقول له شكرا لكم أيها الرجل أينما كنتم وكيفما كنتم وعلى كل ماقدمته للثقافة والمثقفين ورفعة شأن الوطن .

كاتب رأي واعلامي

 

 

 

مشعل الحارثي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى