كُتاب الرأي
أن تكتب… يعني أن تعود إلى نفسك

أن تكتب… يعني أن تعود إلى نفسك
تأملات في الحرف كملاذ، والورق كمرآة للروح
بقلم: فاطمة الصباح
——————————————————————————————
الكتابة ليست فعلًا يُمارَس فحسب، بل حالة يعيشها من يختارها ملاذًا، هي حوار داخلي طويل… لا يُقال فيه الكثير، لكنه يُشعر بالكثير.
نكتب أحيانًا كي لا ننهار، وأحيانًا لأننا على وشك الانفجار. نكتب حين لا نجد أحدًا نفصح له، وحين لا نريد أن نفصح لأحد.
كل من يكتب، يحمل في داخله صوتًا لا يسمعه الآخرون، وصمتًا لا يفكّه إلا الورق.
💭 “نكتب لا لننجو من الألم، بل لنفهمه.”
✨ تأمل أول:
حين تكتب، فإنك لا تهرب… بل تعود. تعود إلى ذاتك، إلى لحظة لم تعشها كما أردت، أو شعور خُذل في الزحام، أو حلم أرجأته كثيرًا.
💭 “في كل حرف نكتبه، قطرة من أنفسنا تتسرب على الورق.”
الكتابة لا تطلب كثيرًا… صفاء بسيط، وشعور صادق، وشيء من الإنصات لما يدور في الداخل. هي ليست أداة للتجميل، بل للكشف.
💭 “الكتابة ليست للتجميل، بل للكشف.”
✨ تأمل ثانٍ:
ربما الكتابة لا تشفي… لكنها تهدئ، وتربت على كتف القلب، وتقول لك: “أنا هنا… أفهمك.”
💭 “الورقة لا تسألنا لماذا… تستقبل فقط، وتفهم.”
نحن لا نكتب لنكون كتّابًا بالضرورة… بل نكتب لنكون نحن.
💭 “من يكتب، يمد جسورًا إلى قلبه.”
✨ تأمل ثالث:
الحرف الذي تكتبه اليوم بهدوء، قد يعود إليك بعد أعوام ليقول: “كنتُ مرآتك… انظر كيف تغيّرت.”
💭 “أجمل النصوص، تلك التي لم تُكتب لتُعجب، بل لتُشفى.”
الكتابة تبني علاقة مختلفة بين الفرد ونفسه، تجعله يقترب، يصغي، يكتشف، وأحيانًا يندهش.
💭 “الهشاشة ليست ضعفًا حين تُكتب، بل شجاعة.”
✨ تأمل رابع:
أجمل الكتابات، تلك التي خرجت دون تخطيط، دون هدف للعرض، أو طموح للانتشار. خرجت فقط… لأنها أرادت أن تخرج. تمامًا كدمعة صادقة.
💭 “الكتابة لا تحتاج قارئًا دائمًا، أحيانًا يكفي أن تكون المرآة.”
وفي النهاية، لا تسأل نفسك: هل ستُقرأ كلماتي؟ بل اسأل: هل كنتُ صادقًا مع نفسي حين كتبت؟ فإن صدقت، فقد وصلت… حتى لو لم يقرأك أحد.
🖋️ الخاتمة:
في عالمٍ سريعٍ لا يلتفت، اكتب لنفسك، اكتب لنقائك، اكتب لأن الكتابة شكل من أشكال الصمت الذي يعلّمنا الإصغاء… لذواتنا.
💭 “الكتابة لا تُعلّمنا كيف نكتب فقط، بل كيف نشعر.”
كاتبة رأي